انطلقت مساء أمس الجمعة بدار الثقافة بمدينة فجيج، فعاليات المهرجان الدولي لثقافات الواحات في نسخته الخامسة . ويعد هذا المهرجان، المنظم بشراكة بين وزارة الثقافة والمجلس البلدي لفجيج وبدعم من وكالة تنمية الجهة الشرقية ومجلس الجهة والمجلس الإقليمي والمعهد الفرنسي للشرق، موعدا سنويا راكم دورة بعد أخرى تجارب فنية، من خلال معارض تراثية وفنية وندوات تناولت قضايا التنمية الشاملة. وفي هذا الصدد، قال الكاتب العام لوزارة الثقافة السيد احمد كوطيع، في كلمته الافتتاحية، إن الانخراط في المشروع التنموي للمملكة يقتضي أن نجعل من التراث عنصرا أساسيا تصاغ حوله البرامج والعمليات التنموية. وأوضح أن إدماج التراث في المعادلة التنموية يجعل أبعاد العمل الإنمائي تتجاوز التوازنات الرقمية، ويفضي إلى اعتماد تصميم تنموي يرتكز على التراث بكل مكوناته ويضمن انخراطا إراديا واسعا للعنصر البشري في البناء التنموي الشامل. وأكد السيد كوطيع بمناسبة افتتاح هذه الدورة، التي حضرها على الخصوص عامل إقليم فجيج السيد صلاح بنيطو، أن تنمية المنطقة تقتضي توسيع دائرة إشعاعها الثقافي وبذل الجهود لرد الاعتبار لتراثها الثقافي، بما في ذلك رد الاعتبار لواحة فجيج وما تختزله من معالم ومكونات التراث الإنساني، إن على مستوى تصنيفها تراثا إيكولوجيا أو على مستوى صيانة وتأهيل تراثها المعماري، وجعل هذه المجالات التراثية قطاعات من شأنها أن تدر دخلا قارا تستفيد منه العديد من الأسر. وأضاف أن تنظيم هذه التظاهرة السنوية التي أصبحت مكسبا لسكان المنطقة، يتزامن مع الإصلاحات الكبرى التي يعرفها المغرب في اتجاه التنمية وتكريم المواطن المغربي أينما كان، مبرزا أنه "علينا أن نستوعب مغازي هذه التحولات ونكون في مستوى التجاوب معها بالشكل الذي يصب في مصلحة الوطن". ومن جهته، صرح المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة السيد عمرو عبو، مدير الدورة الخامسة للمهرجان، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهرجان ثقافات الواحات أصبح تظاهرة ثقافية قارة تدخل ضمن المهرجانات الموضوعاتية الخمسة عشر المنظمة من طرف وزارة الثقافة. وحول جديد هذه الدورة، قال السيد عبو إنه تمت تعبئة شركاء جدد، كالسفارة الاسبانية المشاركة بفرقة من برشلونة، وتعزيز دور شركاء سابقين وتنويع دعمهم للوزارة مثل وزارة الفلاحة ومجلس الجهة، مضيفا أنه على مستوى البرمجة، أصبحت أنشطة المهرجان غير ممركزة وتم توزيعها في عدة أحياء بالمدينة، سواء المعارض أو الأنشطة الفنية . وأضاف أنه بخصوص المواضيع المطروحة للنقاش في الندوات العلمية، فقد تم إدراج قضايا تدخل في صلب اهتمام الإنسان الواحي ك"التراث في خدمة التنمية المحلية" و"الفلاحة في المناطق الواحية"، بالإضافة إلى موضوع يرتبط بالجهوية.