صدر مؤخرا ضمن منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي (جامعة محمد الخامس - السويسي) كتاب لمحمد محتان أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس-أكدال تحت عنوان "مشروع نفق السكة الحديدية تحت مضيق جبل طارق" مع عنوان ثانوي "رافعة قوية للشراكة بين أوروبا وإفريقيا في القرن 21". وجاء في الصفحة الأخيرة لغلاف هذا الكتاب أن أحد أهم مميزات هذا الكتاب, الذي يقع في 242 صفحة من القطع المتوسط, "تتمثل في إظهاره, بالأرقام المعززة بتصريحات مسؤولين مغاربة وإسبانيين وأوروبيين, أن مشروع الربط القار ورش تتجاوز أهميته بكثير كونه مجرد خط للاتصال بين المغرب وإسبانيا". ويعتبر الأستاذ محتان, الذي يقوم بمقارنة مع نفق بحر المانش, أن "مشروع الربط القار أوروبا- إفريقيا يمكن أن يكون السبب في ظهور أول منطقة أورو-متوسطية بين ضفتي المتوسط ", و جماعة ترابية التي "لا وجود لها حتى الآن في قاموس مسلسل برشلونة, لكن يمكن ابتكاره". كما سجل أن أهمية هذا المشروع لا تنحصر فقط في كونه "صلة وصل بين قارتين, وبين مجالين ثقافيين, ولكن أيضا, في كونه, بالأساس, وسيلة لتطوير التعاون بين أوروبا وأفريقيا", و"تعزيز الشراكة الأورو-متوسطية والروابط بين المغرب والاتحاد الأوروبي من خلال سياسة الوضع المتقدم, وهو مفهوم يبرز من خلاله الاتحاد الأوروبي العلاقات النموذجية التي تربطه بالمملكة المغربية". وفي تقديمه لهذا المؤلف استعرض سعيد إرهاي, أستاذ القانون الدولي (جامعة محمد الخامس, الرباط) التقلبات التي ميزت بروز هذا المشروع, مشيرا إلى أنه "خلال الاجتماع الأخير للجنة المشتركة المغربية- الإسبانية سنة2007, تطرق البلدان المعنيان مباشرة, المغرب وإسبانيا, لمسألة الربط القار عبر مضيق جبل طارق الذي يشكل نقطة من بين أخريات في علاقات حسن الجوار بين البلدين". ورغم ذلك يعترف الأستاذ ارهاي بأن "مشروع الربط القار بين ضفتي مضيق جبل طارق يظل حلما منشودا, على اعتبار أن الدولتين تذكران في كل مناسبة بجدواه, وأهميته الاستراتيجية التي يوليها المغرب وإسبانيا لهذا المشروع", والدليل على ذلك "دراسات جدوى وربحية المشروع التي تم القيام بها خلال السنوات الثلاثين الماضية". وقد بنى الأستاذ محتان تحليل هذا المشروع على ثلاثة محاور موضوعاتية , هي "الأسس النظرية للحساب الاقتصادي المطبق على مشاريع البنية التحتية الكبرى "(الفصل التمهيدي), و"التاريخ وهندسة الربط القار" (الجزء الأول) و"الجغرافية الاقتصادية لنفق النقل عبر السكك الحديدية تحت مضيق جبل طارق, المنطقية التجاري أو حتمية التنمية المشتركة بين ضفتي المتوسط?" (الجزء الثاني).