شهد الملتقى الأول للشباب بآسفي، المنعقد يومي 14 و15 أبريل الجاري، عدة عروض فكرية وأنشطة ترفيهية همت القضايا الأساسية التي تستأثر بانشغالات الشباب في كل من آسفي وصفرو والجديدة. فبخصوص الجانب التأطيري لهذا الملتقى، الذي نظمه المجلس الحضري للمدينة بشراكة مجلس الشباب المحلي ودعم الوكالة الأمريكية للتنمية، تم تنظيم ندوة حول موضوع "الاستراتيجية الجماعية للشباب"، والتي قام بتنشيطها السيد محمد الغالي أستاذ بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش، أبرز من خلالها الإمكانيات التي يتيحها الميثاق الجماعي لانخراط الشباب في الحياة العامة بالمغرب. وأوضح السيد الغالي أن هذه الإمكانيات تتمثل أساسا في حق مساهمة الشباب، إما بصفته شبابا ناخبا أو منتخبا، في التدبير والتسيير الجماعي وحق التمثيلية في لجنة المساواة وتكافؤ الفرص وحق المشاركة في الحياة الجماعية عبر المنظمات الشبابية التي تسمح بإمكانية التعاقد مع الجماعات المحلية. وأشار إلى أن هذه الدينامية تتطلب الانخراط في العمل السياسي أو الجمعوي المدني، وذلك للنهوض بهذه الحقوق وإعطاءها مدلولها الحقيقي في مجال تنمية القدرات الشبابية. وقد تفرعت عن هذه الندوة ثلاث ورشات أطرها أساتذة من جامعة القاضي عياض شملت محور الاستراتيجية الجماعية للشباب والسياسة الجماعية المتبعة حيالهم، وكيفية بلورة برنامج جماعي يستجيب لحاجيات هذه الفئة الاجتماعية. وركزت ندوة بقاعة العروض بمقر جهة دكالة - عبدة حول موضوع " تشجيع العمل الذاتي"، ساهم فيها متدخلون من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمركز الجهوي للاستثمار والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، على البرامج التي تتيحها هذه المؤسسات العمومية من أجل خلق المشاريع المدرة للدخل ومحاربة الهشاشة والفقر والإقصاء. كما استعراض المشاركون في هذا اللقاء، المنعقد تحت شعار "من أجل شباب رائد"، أهم المعيقات والحلول المرتبطة بإشكالية التشغيل الذاتي في وسط الشباب، منها على الخصوص، مسألة التكوين والتأهيل والمواكبة من قبل الأطراف المتدخلة والتمويل والتنافسية، وتشجيع الإبداع والابتكار، والتغلب على الحواجز النفسية التي تحول دون انخراط الشباب في عالم التسيير والتدبير المقاولاتي. وتم أيضا التطرق إلى كيفية إعداد دراسة الجدوى، ودور التربية والتعليم في ملاءمة برامج التدريس مع سوق الشغل. وفي هذا الإطار، تم الاتفاق على تدارس ومتابعة هذه المقترحات من قبل لجن الشباب المنتمي إلى المجلس المحلي للشباب، وعرضها في جدول أعمال الملتقى القادم للشباب بالمنطقة. وفي إطار فتح قنوات الحوار مع الهيئات المحلية المنتخبة، عقد الشباب المشارك في هذه التظاهرة لقاء مع رئيس المجلس الحضري للمدينة، تم خلاله التطرق إلى مختلف القضايا التي تعيشها هذه الهيئة. كما تناول هذا اللقاء إدماج الشباب في الحكامة المحلية، والمشاركة في اتخاذ القرار والنجاعة وآليات الحوار مع المؤسسات المنتخبة، وذلك من أجل إعطاء دفعة للحركة التنموية المحلية. وأقيمت بالمناسبة أمسية موسيقية بالقاعة المغطاة شاركت فيها أربع فرق غنائية تمثل مدينة آسفي، إلى جانب عرض مسرحية بدار الشباب بالحي العمالي مساء أمس الجمعة قدمتها فرقة سبع أمواج للمسرح والسينما تحت عنوان "بئر لعيوط".