افتتحت، مساء أمس الجمعة بمكناس، فعاليات الطبعة ال` 11 للمهرجان الدولي لسينما التحريك الذي ينظمه المعهد الفرنسي بالعاصمة الإسماعيلية، بفيلم فرنسي طويل بعنوان (هيا احكي) لديديي برونر وجان كريسطوف روجي. ويعتمد فيلم (هيا احكي)، الذي يعرض لأول مرة في مكناس بتزامن مع عرضه الأول في فرنسا، على تقنيات عالية ومتطورة في إنجاز الصور، وفي تحريكها واعتمال خيال واسع في نسج الحكاية. وتميز حفل الافتتاح، الذي حج إليه جمهور غفير من مختلف الفئات العمرية، بتسليم الجائزة الكبرى "عائشة" لفيلم التحريك المتوج في هذا الموسم خالد حمادي، وعرض الفيلم المتوج في الموسم السابق "كاستينغ" لمخرجه المهدي الوزاني. كما افتتح بالموازاة، برواق "باب منصور لعلج"، معرض الفنان عبد الكريم الوزاني، مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان والشريك البيداغوجي للمهرجان، الذي تتيح عوالمه التشكيلية إمكانية نقلها إلى سينما التحريك. وعبر المنظمون لهذا العرس السينمائي، المعهد الفرنسي بمكناس ومجموعة مصبرات "عائشة"، عن عزمهم الاستمرار في تطوير هذا المهرجان الذي أصبح يحتل موقعا ضمن خارطة المهرجانات بالمغرب، ويساهم في التنشيط الثقافي ليس فقط بالجهة بل في مختلف مناطق المغرب عبر المعاهد الفرنسية الموجودة بها. وقال المدير الفني للمهرجا، محمد بيوض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المهرجان انفتح على محيطه عبر تقديم فقراته في ثماني فضاءات، وعلى جمهور واسع لا يقتصر على الأطفال بل حتى أولياء أمورهم وكذا الشباب الذي أصبح يهتم بهذا اللون الفني. وأضاف أن هذه الدورة انفتحت أيضا على الطلبة من خلال مشاركة 20 طالبا بمعاهد الفنون الجميلة بمختلف مناطق المغرب في محترف لتعلم تقنيات سينما التحريك بتأطير من متخصصين. وقد اختارت الدورة الحالية لهذه التظاهرة الفنية، التي تستمر إلى غاية 20 أبريل الجاري، محور العلاقة بين التوثيق وسينما التحريك من خلال نموذج المدرسة الروسية عبر مشاركة أسماء وازنة في هذا المجال. وتضم لجنة التحكيم للمسابقة الكبرى "عائشة" كلا من فرانك بتيتا وفاليري شيرمان وهشام فلاح، وفان فولزي من فرنسا، والمخرجة بالقناة الثانية فوزية زين الدين من المغرب. أما لجنة التحكيم لفيلم التحريك القصير فتضم فرانسوا بيرنو، الرئيس المدير العام ل`"الإعلام المشارك" بفرنسا، والمخرجة المغربية جيهان البحار، والمخرج الجزائري أبديل بلهادي، والمنتج الفرنسي ديدي بروني، والصحافي الفرنسي بيرنارد جينان. ومن جهتها، تضم لجنة الانتقاء الأولي للأعمال المشاركة كلا من مراد قطبي، مسؤول قطاع الفيلم القصير بالمركز الوطني للسينما والصور المتحركة بفرنسا، وأوليفيي كوت وهو باحث في سينما التنشيط بفرنسا، وصامويل جويلوم مخرج سويسري، وعلي الطاهري مخرج مغربي، وجان جاك فاري، الرئيس المدير العام لأفلام "بارادوكس" بفرنسا. وقد تم انتقاء 36 فيلما من عدد من الدول كفرنسا وبلجيكا وروسيا وسويسرا والتشيك واليابان واليونان وألمانيا إلى جانب المغرب، للمشاركة في الدورة الثالثة للمسابقة الدولية لأفلام التحريك القصيرة التي أضحت ضمن الفقرات القارة للمهرجان. ويشارك في الدورة ألكسندر بيتروف (أوسكار سنة 1999 عن فيلمه العجوز والبحر) الذي يعد مرجعا دوليا في هذا اللون، حيث سيقدم درسا في السينما حول الصباغة وفن التحريك، إلى جانب كوستنتين برونزيت وألكسي ألكسيف والفنان يوري تشرنيكوف الذي سيؤطر محترف الحكاية المرسومة التي سيستفيد منها طلبة المعاهد الفنية. ويتميز برنامج الدورة بعرض فيلم (الإخوة السبعة) الذي سيعرض بتزامن مع عرضه في فرنسا، إلى جانب فتح نقاشات ولقاءات بين المهنيين والجمهور الواسع، وفقرات "شاي مع ضيف"، وبطاقات مرور، وكواليس الإبداع، وهو نشاط موجه لجمهور المحترفين والطلبة، سيتم عبره شرح المراحل التي يقطعها فيلم سينما التحريك الطويل والقصير. حضر الافتتاح، على الخصوص، والي جهة مكناس - تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي، ومديرة المعهد الفرنسي بمكناس السيدة ماري أنيك دوهار، والرئيس المدير العام لمصبرات "عائشة" بمكناس السيد ماردوشي ديفيكو وعدد من الشخصيات.