افتتحت مساء أمس الخميس بمكناس فعاليات النسخة العاشرة للمهرجان الدولي لسينما التحريك، الذي ينظمه المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس كل سنة، بعرض مجموعة من الأفلام المميزة في هذا اللون الفني. وشمل حفل الافتتاح تسليم مجسم الجائزة الكبرى (عائشة) التي حصل عليها هذه السنة شابان مغربيان يخوضان هذه التجرية لأول مرة، وهي جائزة تتضمن أيضا دعما ماليا بقيمة 50 ألف درهم سيخصص لإنجاز المشروع. وتمنح هذه الجائزة سنويا لأفضل مشروع في الفيلم القصير للتحريك على أساس عرضه في الدورة الموالية، وذلك لتشجيع الشباب على مزيد من الإبداع وفسح المجال لإخراج مشاريعهم إلى الوجود. كما تم خلال هذا الحفل، الذي حضره جمهور غفير من محبي هذا اللون الفني خاصة أطفال من مختلف الأعمار، عرض ثلاثة أفلام، الأول لشاب مغربي حصل السنة الماضية على الجائزة الكبرى (عائشة الصغيرة) وهو تحت عنوان "القرية الصغيرة"، وآخرين فرنسيين للسينمائي العالمي الشهير ميشيل أوسلو، ضيف شرف هذه الدورة، الذي يعد علما بارزا في مجال الرسوم المتحركة والمعروف بإعادة بعث سينما التحريك على الطريقة الفرنسية، من خلال تقديم حكايتين من مجموعته الأسطورية الجديدة والتي لم يسبق أن تم عرضها. واعتبرت الكلمات التي تعاقبت في حفل الافتتاح أن هذا، المهرجان الذي لم يأت من عدم ووجد له موقعا على خريطة المهرجانات الفنية، أضحى موعدا سنويا لا ميحد عنه، ومكن الجمهور المغربي من ملامسة تقنيات سينما التحريك وعرف بمهنيين استقطبهم من مختلف بلدان العالم، وأصبح يحظى بمدعمين قارين. كما تمت الإشارة إلى أن الدورة الحالية لهذا المهرجان الدولي الأول من نوعه على الصعيدين الإفريقي والعربي، تشكل فرصة لتقييم عشر سنوات من عمل المهرجان واستعراض إنجازاته بعد أن بلغ مرحلة النضج، واستحضار أقوى لحظات عمره. ويقترح برنامج المهرجان عرض ما يقرب من 80 فيلما بست قاعات مختلفة بالمدينة القديمة وبالمعهد الفرنسي وبقاعتين سينمائيتين، من المنتظر أن تشهد توافد ما يزيد عن 20 ألف شخص من جمهور السينما. وتشتمل فقرات الدورة الحالية على برنامج خاص بالعروض السينمائية التي تقدم لأول مرة إلى جانب مجموعة من اللقاءات والورشات الفنية والجلسات المتخصصة بين المهنيين وتنظيم نزهة لفائدة الأطفال مع عرض ثلاثة أفلام. ويفتح البرنامج العام للمهرجان المجال لكل الأسر المكناسية للاستمتاع بفعالياته، من خلال فقرة "سينما المدينة" الذي سيعرض أفضل أشرطة سينما التحريك الفرنسية بفضاء ساحة "الهديم" التراثية، وبالمركز الثقافي "فندق الحناء" إلى جانب تخصيص شاشة كبرى لعرض الأشرطة والأمسيات الموضوعاتية والجلسات السينمائية التي يلتقي فيها المهنيون بالجمهور. كما سيلتقي المهنيون، مرتين يوميا، بسينما "داوليز" لمشاهدة "البطاقات البيضاء" لممثلي المهرجانات الكبرى والقنوات التلفزيونية والاستوديوهات والمؤسسات الفرنسية والدولية المنخرطة في هذه التظاهرة، وبمسرح المعهد الفرنسي في إطار مسابقة الأفلام القصيرة في دورتها الثانية. ويخصص المهرجان المنظم بتعاون مع عدد من الجهات خاصة ولاية مكناس، والمندوبية الجهوية لوزارة الثقافة، والقناة الثانية "دوزيم" و"إذاعة دوزيم"، وقناة "تي في 5 موند"، عدة جوائز في مسابقات تهم أفضل فيلم وقيمتها ثلاثة آلاف أورو، والجائزة الكبرى، والجائزة الكبرى للجنة التحكيم والجائزة الخاصة وجائزة الجمهور وبينالي الفيلم الإفريقي القصير وجائزة الفيلم الفرانكفوني القصير. حضر حفل الافتتاح، على الخصوص، والي جهة مكناس-تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي وعدد من الشخصيات المغربية والفرنسية.