انتقل المهرجان الدولي لفيلم التنشيط نحو المسابقة الدولية للفيلم القصير بعدما كانت هذه المسابقات لا تشمل إلا الإنتاجات الإفريقية. وتعرف هذه الدورة حضورا وازنا لأسماء عالمية من أمريكا وإنجلترا وفرنساواليابان، وستنظم فعاليات هذه الدورة من 7 إلى 15 ماي ينظم المعهد الثقافي الفرنسي بمكناس الدورة التاسعة للمهرجان الدولي لسينما التحريك ما بين 7 و15 ماي المقبل. ويعد هذا المهرجان التظاهرة الأولى من نوعها المختصة في فيلم التحريك على الصعيد الإفريقي والعالم العربي. وستعرف هذه الدورة لأول مرة مسابقة دولية للفيلم القصير في هذا الجنس السينمائي، إذ كان المهرجان في دوراته السابقة على صعيد المسابقات الرسمية محصورا في القارة الإفريقية، ونظرا لضعف الإنتاج الكمي والكيفي على صعيد هذه القارة، اختار المنظمون أن يوسعوا دائرته على الصعيد العالمي، وهو ما تطلب من الهيئة المشرفة على الإدارة الفنية، تقول مديرة المعهد الثقافي الفرنسي ماري أنتيك دوهار، أن تقوم بجهد مضاعف على مدار سنتين، توج باستدعاء مخرجين وشركات إنتاج عالمية لها حضور وازن على الصعيد الدولي. وقد سلطت ماري أنتيك دوهار في ندوة صحفية عقدتها بمقهى السقالة بالدار البيضاء الثلاثاء الماضي الضوء على برنامج هذه الدورة وتقديم لجنة التحكيم والإدارة الفنية، إضافة إلى الشركاء الأساسيين. سينما التحريك البريطانية، التي تعد من أحسن السينمات العالمية، تسجل حضورها في هذه الدورة من خلال أسماء وازنة ستقدم أعمالها للجمهور المغربي، من أمثال إريكا راسل وباري بورفز ودافيد سبروكستون، الحائز على جائزتين في الأوسكار في نوع أحسن فيلم قصير سينما التحريك، وهو الرئيس المدير العام لأستوديوهات التنشيط البريطانية «ardman» ومن اليابان سيحضر ماسكار، وهو اسم سينمائي كبير لا ينتج للسينما التجارية وينخرط في السينما المستقلة. فرنسا ستحضر عبر مجموعة من الأفلام تعرض لأول مرة، حيث لم تنزل بعد إلى القاعات أو تسوق تلفزيونيا. كما ستعرض أفلام لأسماء تميزت إبداعاتها بالأصالة والتجديد، حيث سيعرض جيروم دوشان وماشا ماكاييف مديرا «أوبرا كوميك» فيلم «la véritable histoire du chat botté» أثناء حفل الافتتاح، كما سيشاهد الجمهور فيلم «mia et migou» بحضور مديره الفني. كما سيعرض في حفل الافتتاح أيضا الفيلم المغربي» révolution» الفائز بالجائزة الكبرى ل«عائشة» في الدورة السابقة لمخرجه الشاب المغربي عزيز أو موسى. وفي إطار المسابقة الرسمية سيتم عرض أربعين فيلما من بين 200 فيلم انتقتها لجنة تحكيم متخصصة، وتبلغ قيمة جائزة هذه المسابقة 3000 أورو لأحسن فيلم، سيتم انتقاؤه خلال التظاهرة، كما خصصت جائزة قيمتها 50.000 درهم لتشجيع المبدعين المغاربة الشباب، تقدمها بعض المؤسسات الشريكة للمهرجان منذ أربع سنوات متتالية، وسيستفيد الفائز بهذه الجائزة أيضا من إقامة لمدة شهر بالمركز الثقافي بفرنسا، حيث سيتسنى له الاحتكاك بأسماء وتجارب مرتبطة بهذا المجال. وعلى صعيد آخر، ينظم المهرجان مجموعة من الأوراش التكوينية من تأطير فريق بيداغوجي يقدم مبادئ أولية للجمهور في مجال سينما التنشيط، وأوراش أخرى حول السيناريو والكتابة بالصور وإخراج أفلام التنشيط في اتجاهين: التكوين الاحترافي والتكوين الأولي. و ضمن فعاليات المهرجان، تنظم لقاءات يوميا للمدعوين إلى المهرجان مع الجمهور سينشطها الصحفي الفرنسي «أليكسي هونو»، حيث سيسلط فيها الضوء على مسار الفنان والعمل المقدم خلال التظاهرة أو المسابقة. وستشكل هذه اللقاءات فرصة لاحتكاك المحترفين المغاربة مع هؤلاء المبدعين. كواليس الإبداع عنوان لمحور نشاط مواز موجه لجمهور المحترفين والطلبة، ومن خلاله سيتم شرح العمل الإبداعي والمراحل التي يقطعها فيلم سينما التحريك الطويل والقصير، المنطلقات، أبحاث الكرافيك، الرسوم المصورة، مرورا بمختلف المحطات الإبداعية ليكتشف الجمهور ما وراء الديكور، وستقدم نماذج عالمية في هذا الشأن. وفي هذا السياق، استدعى المهرجان مدرسة دولية من باريس لتقديم معرض للتكنولوجيا الحديثة، إلى جانب تنصيبات رقمية. تجدر الإشارة إلى أن الدورة السابقة عرفت حضور 20 ألف متفرج، وقد أسهم في هذا الإقبال الجماهيري توزيع أنشطة المهرجان على مختلف الفضاءات التي تقع بقلب مدينة مكناس، مثل المعهد، سينما كاميرا، هذه المعلمة الكولونيالية التاريخية التي يعود تاريخها إلى 1930 وتشكل ذاكرة عمرانية للمدينة، إضافة إلى قاعة مسرح الفقيه محمد المنوني، المركز الثقافي متعدد، فندق الهناء، ساحة الهديم، المعرض الدولي للفلاحة، وباب منصور. على صعيد آخر، ومن أجل تقاسم متعة مشاهدة أفلام التحريك مع أوسع جمهور، سيتم عبر شبكة المعاهد الثقافية الفرنسية على الصعيد الوطني عرض مجموعة من الأفلام المنتقاة في كل من وجدة، فاس، القنيطرة، الرباط، طنجة، تطوان، مراكش، أكادير، الصويرة، آسفي والجديدة.