قدمت جمعية "سبع أمواج للمسرح والسينما" مساء أمس الخميس بآسفي، عرضا مسرحيا تحت عنوان "بئر لعيوط" التي قام بكتابتها وإخراجها الفنان حميد بنوح. وتروي هذه المسرحية التي تندرج في إطار الملتقى الأول للشباب بآسفي، جانبا من التراث الشفهي المرتبط بقضايا فنية واجتماعية شهدتها منطقة عبدة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن الماضي. وأوضح مؤلف ومخرج هذا العمل الفني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه اتخذ من شخصية المطربة الشعبية حادة أو زروالة، المعروفة تاريخيا في ذاكرة أهل منطقة أولاد زيد (الحصبة) القريبة من شمال مدينة آسفي بالشيخة خربوشة، محورا أساسيا لموضوع مسرحيته (ساعة من فصل واحد). وتتخلل هذا العرض الإبداعي مونلوغات وحوارات بين شخوص المسرحية التي تعكس في قالب درامي تسلسل المراحل التي قطعتها "خربوشة" منذ بداية مغامرتها الفنية داخل محيط اجتماعي محافظ ومناهض لسلطة القائد عيسى بن عمر العبدي، حاكم المنطقة آنذاك، إلى حين نهايتها المأسوية على يد هذا الحاكم الطاغية- حسب مؤلف المسرحية-. ووظف المخرج في هذا العرض، الذي فاز مؤخرا بجوائز الانسجام الجماعي وأحسن نص مسرحي وأفضل ممثلة وأحسن سينوغرافيا في كل من المهرجان الدولي للمسرح بورززات والمهرجان الدولي لنفس الفن في شهر مارس الماضي بالراشدية، عددا من القصائد الغنائية للعيطة الحصباوية التي تتميز بصدقها وسهولة أدائها وبساطة كلماتها النابعة من تربة البادية والتي نهلت منها الفنانة، الشيخة خربوشة. كما وضع مؤلف المسرحية القصائد التي تغنت بها هذه الفنانة في مرتبة كلمات قصائد الشعراء العرب المناهضين للظلم والاستبداد والمشبعين بالروح الوطنية. وشارك في تقديم هذا العرض المسرحي كل من الممثلين أيوب بن بطة في دور العبدي، رمز قبيلة أولاد زيد وسلوى براوي وسامية البصري اللتين قدمتا شخصية واحدة لخربوشة في دور زروالة وحادة ومحمد بن هوا في شخصية الفرجي، أحد حراس وخدام القايد عيسى بن عمر وسفيان الحي في دور علال، قايد الرحى أو الحربية. وسبق لنفس الفرقة أن قدمت ثلاث مسرحيات لمؤلفها ومخرجها حميد بنوح تحت عنوان "سير يا لبحر حتى لعام آخر" سنة 2009 و"الرحيل" سنة 2007 ومسرحية "ولكن" في 2006.