نظم منتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مساء أمس الخميس لقاء للاحتفاء بمحمد بن ددوش أحد رواد الإذاعة المغربية بمناسبة صدور كتابه "رحلة حياتي مع المكرفون، وقائع ومشاهدات وانطباعات خلال نصف قرن من العمل في الإذاعة". وتناول الكلمة خلال هذا اللقاء، الذي نشطه الإذاعي المعروف رشيد الصباحي، السيد ادريس الإدريسي رئيس منتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مشيدا بما أنجزه الإعلامي بن ددوش على امتداد خمسين سنة من عمر الإذاعة الوطنية. وأعلن بالمناسبة، موافقة أعضاء المنتدى بالإجماع على إحداث مؤسسة الطاهر بالعربي للأبحاث والدراسات السمعية. كما تناول الكلمة الحسين بنحليمة زميل وصديق بن ددوش، الذي أكد على أن هذا الأخير كان يتوجه عبر الإذاعة إلى مستمعين "من طبيعة أخرى، مستمعين متعطشين إلى معرفة تفاصيل ذلك الورش الكبير الذي انخرط فيه مغرب ما بعد الاستقلال من أجل البناء والتقدم"، مشيرا إلى أن بن ددوش كان وطنيا غيورا وصحافيا متفوقا عمل من أجل أن تصبح الإذاعة على هذا النحو الذي توجد عليه اليوم، ضمن مغرب يتطور باستمرار. وأعرب عن أمله في أن تتوالى الكتب الصادرة عن الصحافيين، حتى يخرجون ما تكتنزه صدورهم من أسرار ويصوغون ما عاشوه من تجارب ستغني بالتأكيد الساحة الإعلامية والثقافية بشكل عام. وقبل أن يتناول الكلمة المحتفى به، تم عرض شريط مدته ثمانية دقائق، يسجل عددا من المواقف المهنية لمحمد بن ددوش حيث بدا، من بين مشاهد أخرى، في تغطية للمسيرة الخضراء وفي مراسلة صوتية من أديس أبابا خلال انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية. وأوضح محمد بن ددوش، لدى تناوله الكلمة بهذه المناسبة، أن "رحلة حياتي مع المكروفون" يشمل 50 سنة من العمل الإذاعي قائلا "غادرت هذه الدار قبل 25 سنة، في ظروف ليس المقام لذكرها الآن، ثم جاءت قصة حياتي مع المكروفون الذي كان بالنسبة لي أوفى من الإنسان، وأصارحكم بأنني أعتبر وجودي اليوم معكم، بداية مصالحة بيننا". وقال "إنني أعرف أن الزمن الإعلامي اليوم يختلف عن الزمن الإعلامي بالأمس، ولكن الذي لا يتغير هو حب المهنة". وقدم النادي هديتين لمحمد بن ددوش، الأولى قدمها له السيد فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والثانية سلمها له المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة السيد محمد عياد. بعد ذلك، وقع بن ددوش كتابه الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر والواقع في 583 صفحة من القطع الكبير، والذي يستعرض أحداثا كبرى عاشتها البلاد، بعد عودة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى وحصول المغرب على الاستقلال وانطلاق بناء الدولة المستقلة ودور الإذاعة الوطنية في خضم التيارات السياسية التي عرفتها الساحة المغربية. واعتبر الكاتب العربي المساري، في تقديم الكتاب، أن "بن ددوش، فضلا عن كونه مؤرخا للعمل الإذاعي في مغرب الاستقلال، يجده القارئ شاهدا على التاريخ، حينما يقدم إضاءات على الأحداث التي عاشها أو واكبها، ومنها وجوده كرهينة في دار الإذاعة يوم محاولة انقلاب الصخيرات". وقد ولد محمد بن ددوش سنة 1929 بتلمسان، ودرس بجامعة القرويين بفاس والتحق بالإذاعة المغربية سنة 1952 حيث ارتقى في عدة مناصب، وأصبح مديرا لها ما بين 1974 و1986، كما شغل منصب مستشار إعلامي في ديوان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وشارك بكتابات متنوعة في مختلف الصحف المغربية وحاز على عدة أوسمة وطنية ودولية.