أجرى وفد عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، برئاسة السيد ادريس لشكر عضو المكتب السياسي للحزب ، أمس الاربعاء بموسكو، محادثات مع قيادة الحزب الشيوعي الروسي همت ،على الخصوص، العلاقات بين الحزبين وقضية الوحدة التربية للمملكة والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب. وقدم السيد لشكر بالمناسبة عرضا مفصلا حول التحولات الديموقراطية التي يشهدها المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتفاعل تام مع كل القوى الحية في البلاد من مختلف الاطياف السياسية، مبرزا أن هذه التحولات تأتي لتعزيز المسلسل الديموقراطي ودولة الحق والقانون وتوسيع مجال الحريات العامة وتوفير كل الشروط المؤسساتية والتشريعية لتحقيق التنمية الشاملة التي ينشدها المجتمع المغربي ومنح المؤسسات الجهوية سلطات واسعة للرقي بتدبير الشأن المحلي وتعزيز الديموقراطية المحلية. وبخصوص قضية الصحراء المغربية ، أكد السيد لشكر في حديثه مع مسؤولي الحزب الشيوعي الروسي أن للمغرب كامل الشرعية التاريخية والقانونية للدفاع عن اقاليمه الجنوبية التي تعد جزء لا يتجزأ من المملكة. كما أبرز السيد لشكر أن المبادرة المغربية المتعلقة بالحكم الذاتي التي لقيت تأييدا من طرف الدول المؤثرة على الصعيد العالمي ومنظمة الاممالمتحدة، تمثل الحل الواقعي والأمثل للنزاع المفتعل حول الصحراء. واشار السيد لشكر الى ان تحقيق وحدة المغرب العربي والاستقرار في المنطقة رهين بتسوية قضية الصحراء ، مضيفا ان منطقة المغرب العربي والعالم العربي عامة في حاجة الى جهود مشتركة لتحقيق الاستقرار والامن بعيدا عن الدعوات الانفصالية التي يبطلها الواقع وعفا عنها الزمن. من جهة أخرى، اكد السيد لشكر ان الحزب مستعد لتوسيع مجال التعاون مع الاحزاب الروسية سواء في المحافل السياسية الدولية أو على مستوى أجهزتها، مشيرا الى ان حزب الاتحاد الاشتراكي حريص على مد جسور التعاون والتفاهم مع كل القوى السياسية في روسيا من منطلق تعزيز الروابط الانسانية والسياسية . ومن جهته، قال السيد ليونيد كالاشنيكوف عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الروسي ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الدوما، إن الفعاليات السياسية الروسية "تتابع باهتمام كبير التحولات الديموقراطية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب"، معتبرا أن هذه التحولات تبوئ "المغرب موقعا خاصا في العالم العربي وتعكس تطلعات الشعب المغربي الذي تربطه بنظيره الروسي علاقات انسانية تعود الى عقود ". وأكد السيد كالاشنيكوف ان التعاون بين حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب الشيوعي الروسي سيساعد بشكل كبير في توطيد العلاقات السياسية بين المغرب وروسيا والفاعلين السياسيين في البلدين، كما سيعمل على تقريب وجهات النظر بين الاطارات السياسية في المواضيع التي تستاثر باهتمام المجتمعين المغربي والروسي واهتمام المجتمع الدولي عامة، وعلى الخصوص، في ما يتعلق بالقضايا الانسانية العادلة". وبخصوص قضية الصحراء، قال السيد كالاشنيكوف ان موقف الحزب الشيوعي الروسي " ينسجم مع موقف روسيا المتمثل اساسا في الدعوة الى ايجاد حل سلمي وسياسي عادل ودائم لمشكل الصحراء ومواصلة المفاوضات تحت رعاية الاممالمتحدة "، مبرزا أن " احراز التقدم في هذا الملف سيكون له الوقع الايجابي على المنطقة برمتها ". وسيجري وفد الاتحاد الاشتراكي يوم غد الخميس، محادثات مع قيادة حزب "روسيا الموحدة " الحاكم و لقاء آخر مع مسؤولي حزب "روسيا العادلة".