أكد السفير الإسباني في الرباط ألبيرتو خوصي نابارو غونزاليث أن المغرب يخطو "بعزم"، بما له من خصوصيات مميزة، "نحو ديمقراطية متقدمة". وصرح نابارو غونزاليث، في حديث لصحيفة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي) نشرته اليوم الإثنين، بأن "المسار الحالي للإصلاحات والتغيير بالمغرب مثير للإعجاب. والمملكة المغربية تتقدم بعزم، بخصوصياتها المميزة، نحو ديمقراطية متقدمة بملكية برلمانية وبجهوية من شأنهما تحرير الطاقات اللازمة لتنمية البلاد". ولدى تطرقه للعلاقات المغربية-الإسبانية، ذكر السفير الإسباني بأنها تعد "غنية تاريخا ومضمونا"، مضيفا أن البلدين يقتسمان نفس القيم ونفس المبادئ. وقال "لدينا ميزة تتمثل في توفرنا على ملكيتين دستوريتين تجمعهما روابط التاريخ والصداقة"، معتبرا أنه في حال وحد البلدان جهودهما "فسنتمكن من إنجاز مشاريع مشتركة، ليس فقط في إطار علاقاتنا الثنائية أو مع الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضا من خلال تقارب بين أوروبا وإفريقيا أو من أجل ضمان استقرار وازدهار منطقة المتوسط". وأشار الدبلوماسي الإسباني إلى أن "العلاقة بين إسبانيا والمغرب تعززت أيضا بفضل الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمغرب، وهو وضع متميز كانت إسبانيا قد دعمته بقوة خلال المفاوضات". وأضاف أن "إسبانيا ترغب في لعب دور محوري في العلاقات المتميزة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وعلينا أن نعزز مضمون هذا الوضع المتقدم وإطلاق سياسة جوار أوروبية حقيقية". وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية، أبدى نابارو غونزاليث أسفه لكون مستوى هذه العلاقات "يظل أقل بكثير" مما ينبغي أن يكون عليه، مؤكدا على ضرورة تكثيف الجهود بين البلدين من أجل تعزيز هذا التوجه. وبخصوص الاتحاد من أجل المتوسط، أشار السفير الإسباني إلى أن المغرب وإسبانيا يمكن أن يقوما معا بالكثير في إطار هذا الاتحاد، مضيفا أن البلدين يضطلعان كذلك بدور حاسم في العلاقات بين القارتين الأوروبية والإفريقية. واعتبر أن "التحولات والإصلاحات الجارية في العالم العربي تتيح فرصة هائلة" للدفع بالاتحاد من أجل المتوسط، مؤكدا أن " المغرب، الذي يعد بلدا رائدا في مسلسل الاصلاحات، مدعو إلى لعب دور محوري في هذا الاتحاد". وبخصوص التعاون الثقافي بين الرباط ومدريد، أكد السيد نافارو غونزاليث أن "المغرب يظل بلدا ذا أولوية بالنسبة للتعاون الاسباني"، موضحا أن الحضور الإسباني في المجال الثقافي بالمغرب ما فتئ يزداد من خلال العمل المبذول خاصة من قبل مراكز معهد سيرفانتيس الذي سيفتح فرعا جديدا له في يوليوز المقبل بأكادير، وكذا شبكة المدارس الاسباينة المتواجدة بالمغرب، والمبادلات بين الجامعات المغربية والاسبانية، ومختلف الانشطة الثقافية التي تقوم بها منظمات اسبانية عمومية وخاصة كل سنة بالمملكة.