يستقبل المستشفى الميداني العسكري المغربي المتعدد الاختصاصات، المقام بمخيم اللاجئين بمنطقة رأس جدير على الحدود التونسية الليبية، يوميا ما بين 600 و700 لاجئ من عدة جنسيات، للاستفادة من مختلف خدماته الطبية. وتتراوح هذه الخدمات، التي يباشرها طاقم طبي مغربي في مختلف التخصصات، بين الكشف الطبي على الحالات المرضية العادية والعمليات الجراحية المعقدة. وقال مدير المستشفى العقيد البروفيسور خالد الصايغ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن عدد الخدمات الطبية التي قدمتها مختلف أقسام المستشفى لساكنة المخيم بلغت، منذ انطلاق نشاطه في مستهل شهر مارس الماضي وإلى غاية هذا الأسبوع، نحو 17 ألف خدمة طبية; تتضمن أزيد من 13 ألف فحص طبي و12 ألف وصفة للأدوية و45 عملية جراحية وعدة عمليات توليد. وأضاف أن أعداد المرضى الذين يقصدون المستشفى أصبح في تزايد مستمر، حيث انتقل من نحو 400 في اليوم خلال الأسبوع الأول من بدء نشاط المستشفى إلى زهاء 700 حالة في اليوم. ويستفيد هؤلاء المرضى من مختلف الخدمات الطبية التي تقدمها هذه الأقسام من فحوصات وإسعافات وتدخلات جراحية وتسليم وصفات أدوية، مشيرا إلى أن صيدلية المستشفى تتوفر على كل أنواع الأدوية وبالكميات اللازمة. وقال إن عيادة المستشفى استقبلت خلال الأسبوع الجاري أربع حالات ولادة لسيدات من بلدان إفريقية جنوب الصحراء، إثنتان منها طبيعية والأخرى قيصرية، جرت كلها في ظروف حسنة، بفضل عناية وكفاءة الطاقم الطبي المغربي، بالإضافة إلى إجراء عدة تدخلات جراحية معقدة جميعها كللت بالنجاح. وأوضح الدكتور الصايغ أنه، بالنظر لما يتوفر عليه المستشفى من تجهيزات طبية متقدمة، فقد بات يستقبل من حين لآخر بعض الحالات المرضية المعقدة المحالة عليه من المستشفى العسكري التونسي الموجود بنفس المخيم أو من بعض المستوصفات، مثل المستوصف الإماراتي أو الإسباني، اللذين تم افتتاحهما حديثا بمخيم اللاجئين. كما يستفيد من خدمات المستشفى أفراد الجالية المغربية العائدون من ليبيا عن طريق رأس جدير، حيث يتم استقبالهم بالمخيم قبل نقلهم إلى العاصمة التونسية في طريق عودتهم إلى المغرب بواسطة الخطوط الملكية المغربية. يذكر أن المستشفى العسكري المغربي، الذي يضم طاقما طبيا من 42 طبيبا من عدة اختصاصات; يساعدهم نحو 44 من الأطر الطبية وشبه الطبية التابعين للقوات المسلحة الملكية، يتوفر على عدة تجهيزات طبية متقدمة منها غرفة متكاملة للعمليات ومختبر وقاعة للايكوغرافيا (الأشعة) ومجموعة من الأسرة وعيادة للتوليد وأخرى للأطفال وصيدلية مزودة بكميات هامة من مختلف أنواع الأدوية.