أكد الدكتور محمد عبد المومن مهلي، رئيس قسم المختبر الوطني لمراقبة الأدوية بوزارة الصحة أن حصول هذا المختبر مؤخرا على تجديد اعتماد المديرية الأوروبية لجودة الأدوية (مجلس أوروبا) حسب معيار إيزو 17025 ، يعد اعترافا متميزا بالجهود المبذولة لهذا المختبر وتتويجا لاختياراته في ما يخص نظام تدبير جودة الأدوية. واعتبر السيد مهلي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الاحتفاء باليوم العالمي للصحة الذي يصادف السابع أبريل من كل سنة، أن تجديد هذا التتويج، الأول من نوعه على مستوى إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط; والذي سبق للمختبر الوطني لمراقبة الأدوية أن حصل عليه سنة 2007 ، يعد ثمرة لمسار الجودة الذي تبناه المختبر منذ سنة 2001. وأضاف أن الوزارة، ووعيا منها بالأهمية التي يكتسيها مثل هذا التتويج باعتباره عنصرا أساسيا يضمن جودة الأدوية والمنتجات الصحية داخل المغرب، عملت على إدراج المحافظة على هذا الاعتماد ضمن استراتجيتها للفترة (2008 -2012 ). كما أبرز أن هذا التتويج سيمكن من تعزيز الثقة في جودة الأدوية المغربية مما سيعزز من مكانتها التسويقية في الأسواق العالمية. وبمناسبة اليوم العالمي للصحة الذي ارتأت منظمة الصحة العالمية أن تحتفل به تحت شعار "مضادات الميكروبات .. إذا تقاعسنا اليوم لن نجد العلاج غدا"، أوضح السيد مهلي أن المضادات الحيوية التي يتوفر المغرب على أصناف متعددة منها تصل إلى أزيد من 200 نوع لن تكون فعالة إلا إذا تم وصفها بطريقة علمية وعقلانية لمعالجة التعفن البكتيري وليس الطفيلي أو الفيروسي، موضحا أن فاعليتها، برأيه، تبقى محصورة عند حدود محاربة التعفنات البكتيرية فقط. وأضاف أن الاستشارة الطبية تبقى من الأهمية بمكان قبل اللجوء إلى أي دواء، وخاصة المضادات الحيوية التي اكتشفت في أربعينيات القرن الماضي، ولا يمكن لأي أحد، خاصة مهنيو الصحة أن يتخيلوا العيش دونها. كما أوضح أن ظهور مقاومة مضادات الميكروبات ينجم في أحايين كثيرة عن استخدام الأدوية بطريقة غير ملائمة أو عند أخذ جرعات غير مناسبة أو عدم إنهاء المقرر العلاجي الموصوف، مضيفا أن تدني نوعية الأدوية وإصدار وصفات خاطئة وعدم الوقاية من العدوى ومكافحتها بالطرق المناسبة يِِؤدي بدوره إلى نشوء ظاهرة مقاومة الأدوية. وفي هذا الصدد، أشار إلى الجهود التي تبذلها وزارة الصحة من خلال لجان خاصة تسمى "لجنة النقاهة الاستشفائية" المتواجدة على صعيد جميع المستشفيات والتي تسهر على تتبع حالات العدوى من الجراثيم التي قد تكون اكتسبت مناعة ضد مجموعة من المضادات الحيوية، وتعمل بالتالي، ومن موقعها الرصدي ذاك، على تحسيس المتدخلين الصحيين بالممارسات الجيدة. وفي سياق متصل، أعلن السيد مهلي أن الوزارة تعتزم إطلاق برنامج تحسيسي بمساعدة وسائل الإعلام الوطنية في إطار نصائحها الصحية الموجهة للاستعمال الرشيد للأدوية، ومن بينها المضادات الحيوية، كما سيلي ذلك حملات تحسيسية تهدف إلى التوعية بأخطار استعمال الأدوية المهربة. وتجدر الإشارة إلى أن المختبر الوطني لمراقبة الأدوية، الذي يعتبر أحد المراكز الصحية التابعة لمديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة التي أحدثت سنة 1969 ، يتكفل بإنجاز الخبرات التحليلية والوثائقية التي تتطلبها مراقبة الأدوية وكذا التدابير الطبية، كما يساهم في مجال التعليم الطبي والصيدلي وكذا في البحث العلمي.