أعلن مختبر سوطيما للأدوية استعداده لتحضير لقاح مضاد ل «أنفلونزا الخنازير» يتمتع بالمواصفات الفعالة المعترف بها عالميا. وقال المختبر، في بلاغ له، إنه قادر، من الناحية التقنية، على تحضير اللقاح في المغرب وتهييئه (ليس تصنيعه) في المغرب ليكون جاهزا في ظرف وجيز تفاديا لاحتمال تأخر التوصل باللقاح من الخارج، ولاسيما أن المغرب يحتاج إلى كميات كبيرة تقدر بما بين 500 ألف ومليون جرعة. وأكد المختبر ل «المساء» استعداده للقيام بهذه العملية التقنية في أفق نهاية شهر يوليوز، خاصة وأنه المختبر الوحيد في إفريقيا الذي يتوفر على وحدة صناعية متخصصة في إنتاج الأدوية الملقحة والبيوتكنولوجية. وأوضح محمد كريم، المكلف بالاتصال أن المختبر ينوي التخلي عن هامش الربح لوزارة الصحة وأنه انخرط قبل مدة في تفاوض مع مختبرات أوربية وأخرى من شمال أمريكا للحصول على الترخيص ببدء تحضير اللقاح بجرعات كافية في المغرب وفق معايير الجودة والفعالية العالمية. إلا أن مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة أكدت عدم توصلها بأي اقتراح في الموضوع، كما أكدت صعوبة تحضير اللقاح محليا اعتبارا للعملية التي تتطلب تجهيزات تقنية كبيرة وضمان الحصول على المواد الأولية التي تدخل في تصنيع اللقاح، والحال أن المختبرات العالمية، المراقبة من قبل وزارة الصحة العالمية، هي التي تتحكم في هذه المواد. وذهبت المديرية إلى القول «إن ما يمكن أن يقوم به المختبر المغربي هو تعليب أو تحديد كمية الجرعات في الكبسولة المعدة للحقن»، مؤكدة أن عدد المختبرات العالمية التي يمكنها أن تصنع اللقاح محدود للغاية، وأنه قد لا يتجاوز أربعة. واعتبر مصدر من وزارة ياسمينة بادو أن العملية «مجرد نوع من الضغط» على الوزارة «للحصول على امتياز ما لدى المختبرات الدولية المصنعة للقاح»، غير أن المسؤول عن الاتصال في مختبر سوطيما أكد أن الرهان اجتماعي بالدرجة الأولى، موضحا أن الوزارة تبقى الوصية على منح الإذن باستغلال اللقاح بالمغرب بعد التصديق عليه من قبل اللجن المختصة على مستوى مراقبة الجودة والفاعلية والسعر، مذكرا بأن المختبر حائز على اعتراف 33 مختبرا دوليا.