نفت مصادر طبية مسؤولة في وزارة الصحة ل"المغربية"، وجود مادة الزئبق في لقاح أنفلونزا الخنازير، مقابل تضمنه مادة إضافية تساهم في الرفع من فعاليته.مشيرة إلى أن فوائد اللقاح تفوق بكثير أعراضه الجانبية، المتمثلة في انتفاخ مكان وضع اللقاح، وارتفاع درجة حرارة الملقحين به، التي لا تستمر أكثر من 48 ساعة. وأكدت المصادر ذاتها أن لقاح أنفلونزا الخنازير يشبه في تركيبته اللقاح المضاد للأنفلونزا الفصلية، وأن تصنيعه استوفى نسبة عالية من شروط السلامة البشرية. وقالت المصادر إن النقاش الحاد الدائر حاليا حول اللقاح، المشكك في فعاليته، هو "نتاج صراع محتدم بين الشركات المنتجة للقاح في العالم الغربي، التي تسعى إلى ربح صفقة الإنتاج والتسويق، تحكمها نزعة تجارية محضة". وبررت المصادر مخاوف الناس من لقاح الأنفلونزا بالسرعة التي أنجز بها، تبعا للحاجة الملحة إليه، بسبب انتشار الفيروس بين عدد من دول العالم. وأشارت المصادر إلى أن مواطني الدول الغربية، التي كانت أعلنت "عصيانها" عن أخذ اللقاح، مثل فرنسا، وأميركا، شرعوا، الأسبوع الجاري، في أخذ التطعيم، بسبب مخاوفهم من الموجة الثانية للفيروس، قبيل موسم الشتاء، وانخفاض درحة الحرارة في بلدانهم. وقال مسؤول طبي آخر في وزارة الصحة ل"المغربية" إن النقاش الدائر حاليا مجرد "ركيع"، لأنه من إنتاج المختبرات العالمية المتطاحنة، مؤكدا أن اللجوء إلى استعمال مادة الزئبق في اللقاحات، أمر عاد، من الناحية العلمية والمخبرية، في جميع اللقاحات المتوفرة عبر العالم، وليس أمرا جديدا في صنع اللقاحات، بما فيها اللقاحات الموجهة إلى الأطفال، مبينا أن "لمادة الزئبق دورا مهما في الرفع من قدرة اللقاح على زيادة مناعة الشخص المطعم به". وأوضح أن "النقاش الدائر لا يرتكز على معلومات علمية دقيقة وموضوعية، سيما أن كل خبراء منظمة الصحة العالمية يأملون في أن يظل الفيروس "ظريفا"، حتى تكفي جرعات اللقاح لتطعيم الأشخاص الأكثر تعرضا لمخاطره". يشار إلى أنه تجهل، إلى حد الآن، نسبة الطلبية التي تقدم بها المغرب إلى فرنسا للتزود باللقاحات المضادة لفيروس أنفلونزا الخنازير، كما يجهل موعد وصول الجزء الأول منها، بعد أن كان مقررا التوصل بها منتصف الشهر الجاري. وخلف النقاش الحاد حول الأعراض الجانبية للقاح أنفلونزا الخنازير، الذي تناقلته عدد من البرامج الحوارية المتخصصة في القنوات الأوروبية والأميركية، ردود أفعال متنوعة، بين محذرة من أخذ اللقاح، مخافة التعرض لأعراضه الجانبية، وداعية إلى التطعيم به للرفع من المناعة الذاتية لمقاومة الفيروس، في حالة تحوله إلى فيروس شرس، يهدد حياة أعداد كبيرة من سكان العالم.