انطلقت، مساء أمس الجمعة بمعهد (ثيربانتيس) بالرباط، فعاليات معرض الآلات الموسيقية التقليدية الذي يروم إبراز أهمية هذه الآلات والحث على الاهتمام بها كتراث حضاري. ويقدم المعرض، الذي تنظمه جمعية روافد موسيقية بتعاون مع سفارة إسبانيا بالمغرب ووزارة الثقافة بإسبانيا إلى غاية 23 من الشهر الجاري، مختلف الآلات الموسيقية التقليدية التي تواجدت في حوض البحر الأبيض المتوسط، والتي تشهد على إرث موسيقي مشترك بين بلدانه. ويتيح المعرض لزواره فرصة معاينة آلات تنتمي إلى ماض سحيق كالكنبري والدف، الذي استعمل في مصر الفرعونية، إلى جانب آلات أخرى تعود إلى العصور الوسطى مثل العود والرباب والقانون والغيطة والنفير التي مازالت تشهد عليها رسومات ذلك العصر. كما يقدم هذا المعرض، الذي ينظم تحت إشراف خبير الآلات الموسيقية العتيقة الإسباني كارلوس بانياغو، لعشاق الآلات الموسيقية التقليدية قطعا نادرة أخرى تم استرجاعها لأداء موسيقى قديمة كالعود التقليدي المغربي والرباب والسنطور أو الاورغ المحمول. وأبرز مدير معهد تيربانتيس السيد فيدريكو أربوس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية هذا المعرض من خلال إسهامه في التنقيب عن الآلات الموسيقية التقليدية ومراحل تطورها عبر العصور، مشيرا إلى أن تنظيم مثل هذه التظاهرات يساهم في التقريب بين الشعبين المغربي والإسباني. وفي تصريح مماثل للصحافة، قال رئيس جمعية روافد موسيقية، السيد عمر المتيوي، إن المعرض، الذي يقدم آلات موسيقية تقليدية بعضها يعود إلى حقب غابرة وبعضها الآخر لازال يستعمل في المغرب، يسعى إلى التعريف بالتراث الموسيقي المغربي وإحيائه والحفاظ عليه. يشار إلى أن جمعية روافد موسيقية تأسست بمدينة طنجة وتهدف إلى الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي المغربي، وتفعيل التراث الموسيقي المتنوع وتوثيقه، كما تروم صيانة الآلات ذات الأوتار والنبرات الصوتية العتيقة، إضافة إلى القيام بأبحاث ودراسات ومنتديات حول موضوع التراث الموسيقي.