دعا مشاركون في يوم دراسي نظم ، اليوم الأربعاء بالرباط ، الى النهوض بالتعددية الثقافية واللغوية في الإعلام الوطني قصد إرساء أسس مجتمع الخبر والثقافة والتحديث والديمقراطية. وأشاروا في هذا اليوم الدراسي ، الذي نظمه مركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري حول موضوع " التعددية في الإعلام المغربي" ، إلى أن أهم مظاهر هذا التعدد تكمن في إنشاء قناة " تامازيغت" التي بثت برامجها بصورة رسمية في فاتح مارس من السنة الماضية ، مشكلة بذلك إحدى المحطات الأساسية التي ميزت استراتيجية الحقل السمعي البصري المغربي. وأبرزوا أن القيمة المضافة للأمازيغية وإدماجها في المجال السمعي البصري تتمثل أساسا في دمقرطة المشهد الإعلامي الوطني، وفي إدماج المواطن المغربي الناطق بالأمازيغية ، وفي التجذر الثقافي واللغوي الأمازيغي في الأوساط المغربية غير الناطقة ولا العارفة بالأمازيغية ، فضلا عن تشجيع الإبداع الثقافي من خلال القنوات التلفزية والإذاعية . كما أوضح المشاركون أن هذا اللقاء ، الذي نظم في إطار الاحتفال بمرور سنة على إحداث قناة " تمازيغت" يهدف الى خلق الشروط العلمية والأكاديمية والمهنية للتناظر حول إشكالية التعددية في المجال الإعلامي ، وإلى تقييم أجرأة هذا المبدأ وتقييم تجربة إدماج الأمازيغية كلغة وحضارة وثقافة في الإعلام الوطني. وأكدوا أن قناة " تامازيغت" جاءت لتعزز مسار البناء الكمي والنوعي في الحقل السمعي البصري المغربي ، ولتبرز مكونات الأمازيغية باعتبارها رافدا من روافد الثقافة والحضارة المغربيتين ، مضيفين أن هذا المشروع التلفزي يعبر عن حاجة المجتمع لرؤية صوره المتعددة ولغاته وبنياته التخيلية وتمثلاته الفردية والجماعية. وقد تطرق المشاركون في هذا اليوم الدراسي ، الذي أغنى نقاشه ثلة من الإعلاميين والأساتذة الباحثين إلى محورين أساسيين هما " الإعلام السمعي البصري بالمغرب .. أي مؤشرات للتعددية والاختلاف؟" ، و" مقاربات تحليلية للتنوع والتعدد الثقافي واللغوي بالمغرب".