اعتبرت صحيفة "الرأي" الموريتانية أن خطاب جلالة الملك محمد السادس ليوم 9 مارس تجاوب مع مطامح وتطلعات الشعب المغربي، من خلال تقديم "مقترحات جريئة" تستشرف المستقبل. وكتبت الصحيفة في مقال تحت عنوان "ثورة ملك .. محمد السادس يستشرف المستقبل"، إن جلالة الملك تميز في خطابه ب "قدرة ثاقبة على استشراف المستقبل ( ...) إذ تمكن من اختراق حجب المظاهر وأروقة الجمود ونفذ إلى متغيرات ومطامح شعبه بشجاعة ووضوح ورؤية". وجاء في المقال الذي خصص لتحليل أبعاد الخطاب الملكي التاريخي أن جلالته "قام بجهد فكري سياسي وبتحليل معمق وموضوعي لثوابت ومتغيرات الواقع المغربي ولمس مكامن الاختلالات وبؤر الاحتقانات وحجم الإحباطات وأحقية التوقعات". وتابعت الصحيفة "وفي لحظة مفصلية تجاوب الملك مع مطامح وتطلعات الشعب المغربي واستشرف بشجاعة متطلبات الإبحار الآمن في شراع العولمة فبادر إلى تقديم حزمة مقترحات جريئة تضمنت المضي قدما نحو إرساء دعائم ملكية برلمانية دستورية عصرية تمنح سلطات تنفيذية واسعة لرئيس الحكومة التي ستكون نابعة حتما من نتائج صناديق الاقتراع المعبرة عن إرادة الشعب الذي باستطاعته أن يحاسبها متى شاء" . وأكدت الصحيفة أن الملك "اقترح إجراء تعديلات دستورية واسعة تشمل بالإضافة إلى تكريس الملكية البرلمانية ترسيخ قيم التعدد الثقافي والاجتماعي واحتوائها في إطار تكاملي لا يقصي أي مكون ويفعل إسهام كل المكونات المغربية ويصهرها في ثقافة مواطنة يصنعها الجميع وتعبر عن الجميع في إطار من التعدد والوسطية والتسامح ونبذ التطرف والانفتاح على الثقافات الأخرى". وأوضحت أنه "ومن خلال خطاب الملك برز توجه نحو ترسيخ الحريات واحترام حقوق الإنسان وتعهدا جادا لإيجاد آليات جديدة للشروع في حل كل المشاكل الملحة التي يطرحها الشارع المغربي". وعادت الصحيفة للتذكير ببدايات عهد الملك محمد السادس الذي قالت " إنه اتسم بنزعة حداثية وبتوجه اجتماعي راسخ ترجم من خلال مشاريع وبرامج لدمج الفئات الاجتماعية ذات الأوضاع الهشة "، مشيرة إلى أن " فترة محمد السادس تميزت بإشاعة ممنهجة للحريات وبمحاولات جادة لتصفية تركة الماضي الثقيل بطرق تشاركية منصفة " . وأكدت الصحيفة أن خطاب الملك محمد السادس "سيكون قد أدخل العرش العلوي في مرحلة جديدة كان لها ما قبلها وسيكون لها ما بعدها وهي بلا شك مرحلة نوعية تفتح آفاق العبور الآمن لمغرب جديد نحو مستقبل جديد".