بينما خرج أهالي مدينة درعا السورية اليوم لتشييع ضحايا الاحتجاجات الشعبية وأعمال العنف التي شهدتها هذه المدينة الواقعة في جنوب سوريا أمس الأربعاء على إثر تدخل قوات الأمن السورية لتفريق معتصمين في محيط المسجد العمري،أفادت أنباء أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 25 قتيلا . وذكرت وكالة رويترز للأنباء استنادا إلى مسؤول في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا، أن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 25 جثة لمحتجين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن يوم أمس الأربعاء . ونقلت الوكالة عن هذا المسؤول قوله إن كل الجثت " بها أعيرة نارية " . وذكرت وكالة فرانس استنادا إلى منظمات حقوقية أن حصيلة الضحايا الذين لقوا مصرعهم خلال أحداث درعا منذ 18 مارس بلغ 30 قتيلا، حوالي نصف هذا العدد قتل يوم أمس الأربعاء إثر تدخل القوات السورية لفك على الاعتصام أمام المسجد العمري، معربة عن خشيتها من أن يكون عدد الضحايا أكبر بكثير . من جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يوجد مقره بلندن، أن السلطات الأمنية السورية اعتقلت ظهر الأربعاء المدون السوري أحمد محمد حديفة من مكان عمله بدمشق، معربا عتقاده بأن اعتقاله كان بسبب نشاطه على (الفيسبوك )لدعم التحرك في مدينة درعا. وكانت السلطات السورية قد أعلنت أن " عصابة مسلحة قامت بالاعتداء المسلح بعد منتصف ليلة أمس الأربعاء على طاقم طبي في سيارة إسعاف تمر بالقرب من جامع العمري في درعا، مما أدى إلى استشهاد طبيب ومسعف وسائق السيارة". وذكر بيان رسمي أن "قوى الأمن القريبة من المكان قامت بالتصدي للمعتدين واستطاعت أن تصيب عددا منهم وتعتقل بعضهم وسقط شهيد من قوى الأمن". وتابع البيان "أن العصابة المسلحة قامت بتخزين أسلحة وذخيرة في جامع العمري واستخدمت أطفالا اختطفتهم من عوائلهم كدروع بشرية". وكات مظاهرة قد اندلعت يوم الجمعة الماضي في درعا (100 كلم جنوبدمشق) داعية الى اسقاط النظام ومحاربة الفساد، وأدت إلى مواجهات مع قوات الأمن أوقعت ستة قتلى ونحو مئة جريح .كما عمد مئات المتظاهرين يوم الأحد الماضي إلى إحراق القصر العدلي في درعا ومقرين لشركتي هاتف نقال، إضافة إلى سيارات . واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص لتفريق التظاهرات واعتقلت عددا من المشاركين فيها، وفق ناشطين حقوقيين. وفي خطوة لاحتواء الأزمة والحد من الاحتقان، أعلن التلفزيون السوري، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أًصدر مرسوما "بإعفاء فيصل أحمد كلثوم من مهامه كمحافظ لمدينة درعا" . وفي رد فعل لها على أعمال العنف التي شهدها سورية، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها إزاء "العنف الذي تلجأ إليه قوات الأمن السورية ضد المدنيين في درعا (جنوب) وعن إدانتها لهذه الأعمال". وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن "الولاياتالمتحدة تعرب عن قلقها حيال العنف الذي لجأت إليه قوات الأمن ضد المدنيين الليلة الماضية في درعا". ومن جهتها، حثت فرنسا على لسان وزير خارجيتها آلان جوبيه "سورية على الاستماع إلى صوت الحوار والديمقراطية". وقال آلان جوبي إنه "يجري تغيير كبير. استهدفت سياسة فرنسا تجاه العرب لفترة طويلة الاستقرار. اليوم السياسة تجاه العرب هي الاستماع لطموحات الشعب وهذا ينطبق على سوريا التي يجب أن تقبل هذه الحركة المنتشرة على نطاق واسع". وكانت لهجة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون الثلاثاء أكثر صرامة حينما شددت على أن "قمع المتظاهرين الذين يحتجون على نظام الرئيس بشار الأسد في سورية هو أمر غير مقبول". وقالت أشتون في بيان لها إن الاتحاد الأوروبي "يدين بشدة القمع العنيف، بما في ذلك استخدام الرصاص الحي، للتظاهرات السلمية" في سورية، "مما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص". وتجدر الإِشارة إلى نحو 20 ألف سوري على الأقل خرجوا اليوم الخميس لتشييع تسعة محتجين، مرددين هتافات تنادي بالحرية.