يحتفل المغرب، باعتباره عضوا نشيطا في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء وعلى غرار باقي الدول باليوم العالمي للأرصاد الجوية، الذي يصادف 23 مارس من كل سنة، وهو تاريخ دخول المعاهدة المتعلقة بإحداث المنظمة حيز التنفيذ سنة 1950 . وقد اختارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كشعار لهذه السنة "المناخ أنتم" بالنظر لارتباط المناخ بالحياة اليومية للإنسان وتأثيره المباشر على كثير من أنشطته، وعلى حركة الاقتصاد والقطاعات الإنتاجية الأخرى. وأوضح السيد محمد بلعوشي، مهندس عام بمديرية الأرصاد الجوية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اختيار هذا الشعار يعود إلى دور الإنسان ونشاطه في التقلبات المناخية التي أثبتت الدراسات أنها أصبحت واقعا تعكسه العديد من الظواهر المناخية; من بينها ظواهر الفيضانات وحقب الجفاف التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة. وأضاف أن من الظواهر التي باتت تؤثر على المناخ والبيئة ارتفاع درجة الحرارة بنصف درجة، مشيرا إلى أن ارتفاع الحرارة بهذه النسبة ساهم في مناطق أخرى في ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحر وتقلص بعض الكائنات الحية، مما جعل الاهتمام العالمي ينصب على مسألة المناخ. وأكد السيد بلعوشي أن المغرب، الذي يضطلع بدور هام داخل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يساهم في أنشطة هذه المنظمة بجهود عدة; من بينها القيام بإجراء القياسات والدراسات المناخية على الصعيد الوطني، استنادا إلى ما يتوفر عليه من قدرات وكفاءات بشرية معترف بها على الصعيد الدولي. وبعد أن أشار إلى أن المغرب يتواجد في منطقة تتأثر بالتقلبات الجوية الحاصلة في بعض مناطق العالم، أكد السيد بلعوشي على ضرورة تكثيف جهود المعنيين من أجل وضع سياسة للتأقلم مع المتغيرات المناخية، مبرزا أن مديرية الأرصاد الجوية تساهم في هذا الإطار من خلال تقديم المعطيات والمعلومات والتحسيس والإنذار المبكر بالتقلبات الجوية. ومن جهة أخرى، يعد اليوم العالمي للأرصاد الجوية مناسبة لتكريس ثقافة الاهتمام بالمناخ وإثارة الانتباه إلى التحديات المناخية والبيئية المطروحة، وأيضا فرصة للتوعية بمختلف القضايا المناخية التي يواجهها سكان العالم بسبب سوء أو الإفراط في استغلال موارد الطبيعة وما ينجم عن ذلك من تدمير وتغيرات مناخية جسيمة تهدد حاضر ومستقبل البشرية. وللمنظمة العالمية للأرصاد الجوية دور مهم في هذا الإطار من خلال جمعها ودراستها وتحليلها للمعلومات التي تقوم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية برصدها، حيث تساعد هذه المعلومات صانعي القرار على تخطيط أنشطتهم ومشاريعهم وتكييفها مع الأحوال الجوية المتوقعة، وبالتالي اتخاذ ما يلزم من احتياطات عند وضع المشاريع البعيدة المدى الهادفة إلى الحد من المخاطر وتحقيق أفضل الفوائد الاجتماعية والاقتصادية الممكنة. وقد أدى التقدم في عمليات الرصد والاستشعار عن بعد بواسطة الرادارات والأقمار الاصطناعية ومرافق المراقبة الأخرى إلى تحسن كبير في عملية الفهم العلمي للعمليات المرتبطة بالغلاف الجوي والمحيطات وتفاعلهما مع مكونات أخرى في نظام الأرض. وعلى الصعيد الوطني، تحتل مديرية الأرصاد الجوية الوطنية على المستويين العلمي والتقني مركز الصدارة على الصعيدين العربي والإفريقي، فهي تشغل منذ 1995 إلى جانب 44 محطة رصدية تقليدية ( أرضية وبحرية وطيرانية) أكثر من مائة نقطة قياس ثانوية، إضافة الى شبكة من خمسة رادارات بكل من أكادير وخريبكة والنواصر والعرائش وفاس، مما يِِؤهلها لمعرفة كميات التساقطات المحتملة وتحديد مراكز العواصف الرعدية. كما اضطلعت المديرية بدور مهم في تتبع التغيرات المناخية التي يعرفها المغرب، خاصة في السنوات الأخيرة التي عرفت تساقطات مطرية هامة في مناطق لم يسبق أن شهدت هذا المستوى من الأمطار وارتفاع مستوى مياه الوديان والأنهار. ووفاء بالتزاماتها الدولية، المتعلقة بتبليغ الملاحظات الرصدية والمعالجة السريعة للمعطيات، واعتمادا على نظام متطور للاتصال، تقوم مصالح الأرصاد الجوية الوطنية بالربط بين شبكات الملاحظات الرصدية والمركز الوطني للاستغلال الرصدي بالدار البيضاء من جهة وبين هذا الأخير ومراكز أجنبية. وأيضا من أجل تعزيز الوقاية والإنذار، وفي ظل إرسائها لنظام للإنذار المبكر، تقوم مديرية الأرصاد الجوية بتوزيع النشرات العادية ونشرات الأرصاد الجوية الخاصة لدى الجهات المعنية، خاصة الوقاية المدنية والإعلام.