تحتفل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء، باليوم العالمي للأرصاد الجوية (23 مارس من كل سنة)، تحت شعار "المناخ أنتم". واختارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذا الشعار، نظرا لارتباط المناخ بالحياة اليومية للإنسان، وتأثيره المباشر في كثير من الأنشطة البشرية اليومية، وعلى مجريات الاقتصاد، وعلى القطاعات الإنتاجية. وأبرزت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، في ورقة بالمناسبة، أن الاحتفال بهذا اليوم يأتي والأرصاد الوطنية تشهد تطورا مهما، بفضل التكنولوجيا المتطورة، وبفضل الأطر الوطنية المؤهلة التي تسهر على مواكبة وتتبع الظواهر القصوى، وإصدار نشرات إنذارية ذات دقة ومصداقية عاليتين، تماشيا مع التحديات الجديدة التي يعرفها المغرب، إثر التغيرات المناخية، وارتفاع وتيرة وحدة الظواهر القصوى. كما يأتي الاحتفال، تضيف المديرية، نظرا للاهتمام المتزايد على تتبع أحوال الطقس عبر الإعلام السمعي البصري، وتفاعل كل شرائح المجتمع مع المعلومات الصادرة من مديرية الأرصاد الجوية الوطنية. وأكدت أنه سعيا منها لتحسين خدمات الرصد الجوي المقدمة، وضعت المديرية مخططا للحصول على شهادة المطابقة لمواصفات الجودة، من خلال إرساء منظومة للجودة تخص الخدمات المقدمة، وتهدف إلى تطبيق أفضل الممارسات، والمناهج، والأساليب، من أجل تحقيق توقعات المستفيدين من الخدمات الرصدية، وتضمن تطوير وتنمية المهارات الإدارية والفنية. وذكرت المديرية بأن الإنسان والبيئة يتأثران بتقلبات المناخ وتغيره، مشيرة إلى أن تغيره يؤدي إلى الزيادة في تقبل الأحوال المناخية، والتأثير سلبيا على الإنتاجية الزراعية في مختلف المناطق، إلى جانب انخفاض كمية المياه وتدني نوعيتها. وأشارت إلى أن الدراسات والبحوث العلمية المنجزة وطنيا ودوليا، أثبتت حقيقة تغير المناخ، موضحة أنه على الصعيد الوطني أصبحت الحالة الجوية العامة للمغرب، تتميز بتواتر وحدة الظواهر الجوية القصوى والكوارث الطبيعية المتصلة بها (فيضانات 2008-2009-2010). أما على الصعيد الدولي، تضيف المديرية، فأفادت المنظمة العالمية للأرصاد لجوية أخيرا، أن درجات الحرارة العالمية طيلة فترة العشر سنوات المنتهية (2001-2010)، زادت بما متوسطه نصف درجة تقريبا قياسا بمتوسط الفترة 1961-1990، وهي أعلى درجات مسجلة فترة عشر سنوات، منذ بداية عمليات الرصد المناخية باستخدام أدوات رصد المناخ. وأكدت أنه يتوقع من المجتمع الدولي، في ظل هذه التحديات الجديدة، أن يتخذ إجراءات بشكل عاجل لإدارة مخاطر آثار تقلباته وتغيره. وأشارت إلى أن المغرب، العضو في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يسهر على تطبيق السياسات والأنشطة العامة للمنظمة واللوائح والأهداف الاستراتيجية، ويساهم بشكل فعال في الأبحاث المتعلقة بدراسة آثار الغازات المنبعثة، وملوثات الهواء من المحطات، وتخزين المعلومات المدققة بصور نهائية بقاعد المعلومات المخصصة، ومعالجة معلومات الغلاف الجوي لاستشعار آثاره على تركيز الملوثات، والآثار الصحية المترتبة عن ذلك. واعتبرت المديرية أنه في ظل تهديدات التقلبات المناخية، ونظرا لوجود المغرب في منطقة تتأثر بشكل مباشر مع التغيرات المناخية، لا بد من تكاثف جهود جميع الأطراف المعنية من أجل نهج سياسات التأقلم مع التغيرات المناخية، التي تمس الفلاحة، والأمن الغذائي، والمجال الساحلي، والموارد المائية، وصحة الإنسان.