تحتفل اليوم الأرصاد الجوية الوطنية باليوم العالمي للأرصاد الجوية الذي يتخذ هذا العام شعار :»60 عاما من العمل من أجل سلامتكم ورفاهكم«، والاحتفال بهذا اليوم هو تخليد لذكرى سريان اتفاقية المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي أنشئت بموجبها المنظمة في ذلك التاريخ من عام 1950. ويعد اليوم العالمي للارصاد الجوية الذي يصادف 23 مارس من كل سنة مناسبة للوقوف على حصيلة المنجزات في هذا القطاع. مثلت السنة المطرية 2010-2009، نظرا للتساقطات المطرية المهمة التي عرفتها مختلف جهات المغرب، محطة هامة بالنسبة لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية لإبراز من جديد، دورها الأساسي في المساهمة في الحفاظ على الأشخاص والممتلكات. ففي هذه الفترة التي سجلت فيها أرقام قياسية والتي أدت إلى ارتفاع غير عادي لمنسوب المياه نجمت عنه فيضانات مهولة، أصدرت المديرية نشرات إنذارية للتنبؤ المبكر لجميع الحالات الجوية القصوى للمصالح المختصة وعموم المواطنين (202 نشرة سنة 2009) مما مكن من انقاذ الأرواح البشرية وقلص من حجم الأضرار المادية. كما ساهمت بفعالية في اللجنة الوطنية لليقظة والتنسيق للحماية من آثار الفيضانات من خلال رصد وتتبع الظواهر القصوى على مدار الساعة وبث نشرات تحذيرية. وأمام التحديات الجديدة التي يعرفها المغرب على اثر التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة الظواهر القصوى وأمام متطلبات البرامج الهيكلية بالمغرب المتمثلة في: - مخطط المغرب الأخضر - الإستراتيجية الوطنية للماء - البرنامج السياحي - الاستراتيجية الوطنية للطاقة ومواكبة للتطور الإقتصادي والإجتماعي للبلاد انخرطت مديرية الأرصاد الجوية في هذه البرامج إذ عرفت تحولا مهما يرتكز أساسا على إرساء أرصاد جوية قطاعية تعتمد على سياسة القرب وعلى تبني معايير تتميز بالدقة والجودة العالية وتستند على تنمية البحث العلمي واستعمال التكنولوجيا المتطورة وتأهيل الموارد البشرية. واعتمدت المديرية استراتيجية جديدة تسعى لبلوغ الأهداف المسطرة والمتمثلة في الدعم الجهوي من أجل تركيز سياسة القرب والرفع من دقة التنبؤات وآجال الإستباق في الإنذارات. إن الارصاد الجوية المغربية، لا تدخر جهدا لإظهار وجودها وتعزيز صورتها ومكانتها داخل المجتمع العلمي الدولي، فبفضل هذه المجهودات أصبحت المديرية: مركزا جهويا للقياس والمعايرة لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. العضو الشريك الوحيد غير الأروبي في المركز الأروبي للتنبؤات العددية على المدى المتوسط، مما يضمن للمغرب استعمال جميع المنتوجات والأبحاث المنجزة في هذا المركز الأوربي (المصنف الأول في مجال التنبؤات العددية على المستوى العالمي). عضو كونسور سيوم (رابطة) علاء الدين، المشروع الطموح الذي يجمع عدة بلدان أوروبية وإثنان من شمال إفريقيا. عضو منتخب شريك دول البحر الأبيض المتوسط للمركز الأوربي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى. فبفضل هذا المجهود وهذا الحضور في الساحة الدولية منحنت عدة منظمات دولية للأرصاد الجوية المغربية الثقة لاستضافة تظاهرات علمية كبرى في 2009: ندوة حول الخدمات المقدمة للملاحة الجوية. ورشة عمل لتقوية الطاقات في مجال الأرصاد الجوية الخاصة بالأقمار الإصطناعية. الدورة الثالثة للجنة التقنية المشتركة بمنظمة الأرصاد الجوية واللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات والأرصاد الجوية البحرية بمراكش. ورشة عمل حول التغيرات المناخية واجتماع لفريق خبراء لجنة المناخ لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالدار البيضاء بتعاون مع المنظمة العالمية للارصاد الجوية. دورة تكوينية في مجال القياس والمعايرة بالدار البيضاء لصالح الدول الناطقة بالفرنسية في الجزء الغربي لإفريقيا وإفريقيا الوسطى الجهة الأولى بتعاون مع المنظمة العالمية للارصاد الجوية. إلى جانب الندوات والمؤتمرات التي عقدت بالمغرب فإن الارصاد الجوية الوطنية كانت حاضرة من خلال أطرها في أغلب التظاهرات الدولية الكبرى المتعلقة بمجال الأرصاد الجوية والتغيرات المناخية خصوصا في مجموعة الخبراء حول التغيرات المناخية (GIEC).