أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة لطيفة أخرباش،اليوم الخميس بالرباط،أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط لا يمكن أن ينجح في إعادة تأهيل حوض البحر الأبيض المتوسط إذا لم يحظ فيه البعد الإنساني بمكانة مركزية. وأضافت السيدة أخرباش،خلال ندوة نظمت حول "الأجندة الاجتماعية في العلاقات الأورومتوسطية" أن الفضاء الأورومتوسطي لا يمكن أن ينبني على تبادل السلع،إذ يتعين تحرير تنقلات الأفراد حتى يشكل الاتحاد من أجل المتوسط فضاء للرفاه والأمن الجماعي. وأوضحت أن استمرار الدينامية التي تعرفها الأنسجة الاجتماعية والأنظمة الثقافية للبلدان المتوسطية تعزى إلى عاملين أساسيين يتمثلان في تدفقات الهجرة وعولمة وسائل الإعلام. وأشارت،في هذا الصدد،إلى أن دينامية ظاهرة الهجرة تؤكد على مركزية البعد الإنساني والاجتماعي في المشروع المتوسطي المشترك،محذرة في نفس الوقت من عواقب هجرة الأدمغة من جنوب إلى شمال المتوسط. ومن جهة أخرى،أبرزت السيدة أخرباش أن المغرب اعتمد خيارات في مجال السياسة الداخلية والخارجية جعلته من بين الدول التي انخرطت أكثر لفائدة مبادئ وقيم تحالف الحضارات،مذكرة في هذا الإطار باحتضان المغرب في نونبر 2009 للاجتماع الثالث حول تحالف الحضارات. ومن جانبه،اعتبر كاتب الدولة البرتغالي في الشؤون الخارجية السيد جواو كرافينهو أن مسلسل برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط مشروعان يخدمان السلم والتعاون والاستقرار،مضيفا أن كلا منهما يشكل مسلسلا حيويا ليس فقط بالنسبة للمنطقة المتوسطية،ولكن أيضا بالنسبة لمجموع أوروبا والعام. وأكد المسؤول البرتغالي على أهمية عقد اجتماعات رسمية وانعقاد قمة الاتحاد من أجل المتوسط في السابع من يونيو المقبل ببرشلونة كما تتوقع ذلك الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي. وأضاف أن أجندة الاتحاد من أجل المتوسط ينبغي أن تتضمن،إلى جانب المحاور الستة الكبرى،مواضيع أخرى من قبيل العدالة والأمن،وكذا قضية الهجرة. من جهة أخرى،قال مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية السيد عبد الله ساعف إن هذه الندوة تندرج في إطار مشروعين مرتبطين،يهم الأول ما سمي بسيرورة برشلونة منذ 1995 الى 2010 والتطورات التي عرفها هذا المسلسل،وكذا آفاق سنة 2010،ويهم الثاني المشروع المتعلق بالبرتغال والمنطقة المغاربية،والذي انعقدت بشأنه لقاءات سابقة همت على الخصوص التعاون في المجال الأمني. وأضاف أن هذا اللقاء الذي ينظمه معهد الدراسات الأمنية للاتحاد الأوروبي بباريس،والمعهد الأوروبي للمتوسط ببرشلونة،ومركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية بالرباط،ومعهد الدراسات الاسترتيجية الدولية بلشبونة يهم الاجندة الاجتماعية لمسار برشلونة،مشيرا إلى أنه يتناول قضايا دقيقة تهم القطاعات الاجتماعية.