واصلت الصحف الفرنسية اليوم الجمعة اهتمامها،وبشكل موسع، بمضامين الخطاب الملكي ليوم أول أمس الأربعاء، مشيدة ب"الثورة" التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس الذي أكد عزم المغرب على أن يبقى "نموذجا في العالم العربي المتطلع إلى الدمقراطية". وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (ليبراسيون) التي نشرت مقالا في صفحها الأولى بعنوان (المغرب:محمد السادس يقوم بثورته) إلى أن "جلالة الملك فاجأ شعبه بالإعلان عن إصلاح للمؤسسات سيحول البلاد عندما يتم تنفيذه إلى ملكية برلمانية". كما كتبت في مقال بعنوان (خطاب الملك المثير) أن جلالة الملك " فاجأ كل الناس، في11 دقيقة وسبع نقط وإصلاح كبير للمملكة". وأوردت الصحيفة شهادة الصحفي إغناسيو دال الذي أكد أن الاصلاحات المعلن عنها من قبل العاهل المغربي تمثل "منعطفا تاريخيا بشرط أن يتم تنفيذها". أما يومية (الفيغارو)، فأشارت من جهتها إلى "المفاجأة" التي أحدثها الخطاب الملكي بالإعلان عن "تحولات دستورية عميقة"، وقالت بالخصوص "دون أن يواجه أي ثورة شعبية يتميز المغرب مرة أخرى في عالم عربي بتنفيذه تحولات". وفي افتتاحية تحت عنوان (المغرب في الطريق الصحيح) أكد بيير روسيلان أن "الاصلاح الطموح للدستور المعلن عنه مساء الاربعاء (..) يظهر أن المغرب يعتزم البقاء كنموذج في عالم عربي يصبو للديموقراطية"، مذكرا بأنه منذ اعتلائه العرش منذ 12 سنة ، تمت الإشادة بالجلالة الملك باعتباره "حداثيا وشجاعا وحاسما". وأضافت الصحيفة أن الإصلاح المعلن عنه يتجاوز تعزيز دور الوزير الاول والبرلمان ،"لأن الأمر يتعلق أيضا بالاعتراف بالتنوع الوطني وبالتالي الهوية البربرية وضمان فصل السلط من خلال ضمان استقلالية القضاء وتنفيذ الجهوية المبنية على الانتخابات المحلية". وبخصوص حركة الاحتجاجات في العالم العربي أشار بيير روسيلان إلى أن "الوضعية في المغرب هي حالة خاصة حيث أن الملكية تتمتع بشرعية واسعة جدا". وذكرت اليومية الاقتصادية (لاتريبون) في مقال بعنوان (الاستثناء المغربي في العالم العربي المتقلب) أن الاجراءات التي أعلن عنها جلالة الملك تمثل "موجة من الدمقرطة في بلد مجاور للثورات". ونقلت الصحيفة عن الخبير الجيوسياسي الفرنسي شارل برو قوله " لكن سيكون من الخطأ القول إن هذا الاعلان جاء كرد فعل للاحداث في المنطقة.إن هذا الخطاب يندرج في إطار مواصلة سياسة الجهوية التي انطلقت قبل سنتين" . وأضاف أن "الملكية مدعومة من الاغلبية من المغاربة باعتبارها رمزا للوحدة الوطنية والاستقرار" ، مشيرا على الصعيد الاقتصادي إلى أن "مسلسل التحديث الذي أطلقه محمد السادس نوع وعزز اقتصاد البلاد كتنمية الصناعات والطاقات المتجددة". وعلى الصعيد الاجتماعي، استعرض "السياسات الخاصة بخلق مناصب الشغل خاصة في مجال السياحة" وأكد أن ذلك "مكن بالتأكيد من تخفيض نسبة البطالة الوطنية تحت سقف 10 في المائة". ومن جهتها أكدت (لاكروا) أن " تاسع مارس 2011 سيكون تاريخا مهما في مسار المملكة" ، واعتبرت الصحيفة أن هذا "التحول السياسي يبقى مهما" لانه تمت الاشادة به حتى من قبل معارضين. و ذهبت (فرانس سوار) اليومية الشعبية نفس الاتجاه واهتمت بردود الفعل الواسعة المؤيدة للخطاب الملكي سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. ونقلت عن رجل الأعمال كريم التازي إشادته بمضامين الخطاب الذي لم يهمل أي تساٍؤل حيث قال إن "المجال الآن مفتوح وكل شئ قابل للحوار إنها بداية جيدة".