أكد المشاركون في لقاء تواصلي مع فعاليات نسائية في مجال المقاولة والنسيج الجمعوي والحقوقي والتربوي، نظم مساء اليوم الثلاثاء بسلا، أن الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة (ثامن مارس) لحظة أساسية لمساءلة واقع المرأة المغربية وتقييم المنجزات في مجال النهوض بأوضاعها. وأبرز المشاركون خلال هذا اللقاء، الذي نظمته مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب والجمعية المغربية للنساء المقاولات لجهة الرباطسلا زمور زعير، تحت شعار "المرأة المغربية .. الواقع والآفاق"، أن المرأة المغربية حققت، خلال العشرية الأخيرة، الكثير من المنجزات في عدة مجالات، وتركت علامات بارزة في تاريخ المغرب عبر مشاركتها في التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وأوضحوا أن المرأة المغربية استطاعت، بفضل نضالها المستمر وإصرارها المتزايد في إثبات ذاتها في المجتمع، أن تحقق تطورا حيث أصبحت اليوم مندمجة وشريكة في مسلسل التنمية وتتولى مهام مختلفة كانت في وقت سابق حكرا على الرجل فقط كالمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتطرق المشاركون، من جهة أخرى، إلى مختلف المشاكل التي تعاني منها المرأة، مشيرين إلى أن شريحة كبرى من النساء في المجتمع المغربي، لاسيما في المناطق النائية، "لا تزلن تعانين من التهميش والإقصاء والفقر والأمية ومن غياب الرعاية الطبية والاجتماعية، وتعرض للعنف بمختلف أنواعه وتعشن في ظل نظام ذكوري متحجر تهدر من خلاله وبشكل صارخ كرامة المرأة". من جانبهم، دعا عدد من المتدخلات إلى ضرورة إعطاء المرأة المكانة التي تستحقها باعتبارها تتوفر، هي الأخرى، على طاقة لا محدودة، إضافة إلى العمل على إنصافها عبر محاربة الإقصاء الاجتماعي والهشاشة، مشددين على ضرورة تفعيل مدونة الأسرة للحد من العنف والتهميش الذي تعاني منه الأسرة عموما والمرأة على وجه الخصوص. وأكدن أن النهوض بأوضاع المرأة ومنحها حقوقها كاملة يتطلب التعبئة من طرف جميع الفاعلين، من أحزاب سياسية ونخب فكرية وفعاليات حقوقية وجمعيات مدنية. وقد تم خلال هذا اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بين مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب والجمعية المغربية للنساء المقاولات لجهة الرباطسلا زمور زعير يلتزم بموجها الطرفان، على الخصوص، بتنظيم ندوات علمية تروم تقوية دور المرأة في مجال الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تنظيم ورشات لتكوين ودعم النساء الراغبات في إنجاز مشاريع اقتصادية. كما يلتزم الطرفان، وفق هذه الاتفاقية، التي وقعها رئيس المؤسسة السيد أبو بكر الفقيه التطواني ورئيسة الجمعية السيدة نجوى بوظهر، بمواكبة عمل المقاولة النسائية بالمغرب، وتقديم الدعم الملائم لمختلف المشاريع، فضلا عن تنظيم أيام دراسية ومعارض لفائدة النساء العاملات في ميدان المقاولة.