12-2009 قام وفد من إقليمكلميم، يتكون من 35 عضوا ينتمي جلهم للقطاع التعاوني، أمس الإثنين، بزيارة لمنطقة الرحامنة بإقليمقلعة السراغنة، تهدف إلى تكثيف التعاون في مجال تثمين زراعة الصبار الذي يعد نواة لصناعة غذائية مستقبلية واعدة بالمنطقة. وتندرج هذه الزيارة، التي نظمتها وكالة تنمية وإنعاش الأقاليم الجنوبية بتنسيق مع المديريتين الإقليميتين للفلاحة، في إطار تبادل التجارب والخبرات في ميدان زراعة شجر الصبار بين فلاحي ومتعاوني الإقليمين، بفعل أوجه التشابه المشتركة بينهما، إن على مستوى طبيعة التربة الصلبة والمناخ الجاف أو على مستوى التركيبة السكانية حيث ينحدرعدد كبير من قبائل منطقة الرحامنة من أصول صحراوية. وشكلت جماعة سيدي عبد الله بأحواز الرحامنة (حد لمحرة) أول محطة في برنامج هذه الزيارة، التي اطلع خلالها وفد إقليمكلميم على سير العمل بأول ضيعة نموذجية لإنتاج الصبار على الصعيد الوطني والتي تمتد على مساحة 50 هكتار وتستعمل أحدث التقنيات في مجال السقي بالتنقيط، وينتظر أن تشرع قريبا في تسويق منتوجها على الصعيدين الداخلي والخارجي. كما شملت هذه الزيارة وحدة لتثمين منتوج الصبار بنفس الجماعة تسير من قبل تعاونية نسوية تضم 20 منخرطة، وهي وحدة مختصة في إنتاج مربى الصبار وزيته كقيمة غذائية عالية الجودة فضلا عن استخلاص طحين أوراق الصبار وتجفيف أزهاره التي تستعمل في صناعة الأدوية. وقدمت للوفد الزائر، في عين المكان، شروحات ضافية حول سلسلة الإنتاج من مرحلة الغرس إلى غاية محطة التثمين، بدءا بإعداد التربة ومعرفة مكوناتها ومدى نوعية الأغراس المتلائمة معها، وصولا إلى مرحلة الإنتاج والتثمين والتسويق. وأكد وفد إقليمكلميم، الذي يضم عددا من رؤساء الجماعات القروية وأعضاء جمعيات المجتمع المدني فضلا عن فلاحين ومتعاونين، على ضرورة العمل على استمرار مثل هذه الزيارات قصد الاستفادة من تجربة منطقة الرحامنة في هذا المجال وتوسيع آفاق التعاون بين إقليميكلميموقلعة السراغنة لتشمل ميادين أخرى تساهم في بناء هياكل اقتصادية محلية وجهوية متينة. وتنتشر زراعة الصبار بمنطقة الرحامنة، بأراضي البور والجموع، وتغطي مساحة 26 ألف هكتار حاليا في زراعات مكثفة ونصف مكثفة وفق ما تقتضيه طبيعة الأراضي المتوفرة لاستيعابها، ويرتقب أن تتسع زراعته في مستقبل قريب إلى 100 ألف هكتار، بهدف استثمار الأراضي البورية الشاسعة بالرحامنة والتي من شأنها أن تؤمن لساكنة المنطقة الاستقرار اللازم لمواجهة الإكراهات المناخية.