تعكس المشاريع التنموية، التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاقها، ومتابعة تقدم إنجازها، أول أمس الاثنين، بإقليم الرحامنة، العناية الخاصة، التي يوليها جلالته للنهوض بالعالم القروي، باعتباره محطة أساسية نحو بلوغ التنمية المستدامة. وتتوخى هذه المشاريع والبرامج، التي تعكس الدينامية، التي يشهدها الإقليم، على غرار باقي جهات المملكة، تثمين المنتوج الفلاحي، وتحسين ظروف العيش بالوسط القروي، بهدف ضمان تنمية متوازنة للعالم القروي، والتسريع بفك العزلة عنه. وهكذا، يمثل مشروع التنمية الفلاحية بالجماعتين القرويتين، لبريكيين وأولاد عامر تزمارين، الذي تفوق تكلفته خمسين مليون درهم، أسوة بمشاريع مماثلة يجري إنجازها على مستوى الإقليم، مشروعا رائدا، بالنظر إلى عدد الفلاحين المستفيدين منه، البالغ عددهم 2465 من جهة، ولأنه نتاج شراكة بين عدة أطراف، ممثلة في وزارة الفلاحة والصيد البحري، وعمالة إقليم السراغنة، ومؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، والهيئات المحلية المنتخبة. ويهدف هذا المشروع المهم توسيع مساحات الزراعة، ذات القيمة المضافة المرتفعة (الزيتون، الصبار، الكروم، الزراعات الكلئية)، وتنمية وتنظيم قطاع تربية الأغنام، وتقوية التعاونيات، والتجمعات الاقتصادية، وإحداث عشر وحدات لتربية المواشي، ودعم قدراتها التسويقية. كما تكمن أهمية هذا المشروع في نتائجه المرتقبة، المتمثلة أساسا في رفع القيمة الإجمالية المضافة للإنتاج الفلاحي، بالمناطق البورية، من 44 إلى 70 مليون درهم، ورفع القيمة المضافة الإجمالية بالمناطق المسقية، من 5 إلى11 مليون درهم، وكذا رفع القيمة المضافة الإجمالية لإنتاج الأغنام، من 8 إلى 20 مليون درهم. وارتباطا بالقطاع الفلاحي كذلك، يرتقب أن يستفيد من مشروع التنمية المندمجة لقطاع الصبار، بإقليم الرحامنة، 5400 فلاح، يتوزعون على ثماني عشرة جماعة قروية، وينجز بشراكة بين اتحاد تعاونيات المنتجين، وجمعيات المجتمع المدني، ووزارة الفلاحة والصيد البحري. ويهدف هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 170 مليون درهم، غرس 30 ألف هكتار من الصبار، للوصول إلى 56 ألف هكتار، وتثمين المنتوجات عبر إنشاء وتجهيز سبع وحدات صناعية بطاقة معالجة، من خمسة إلى ثمانية أطنان، في اليوم الواحد للوحدة. من جهة أخرى، يتوقع أن يستفيد من مشروع تثمين صبار الرحامنة، بجماعة سيدي عبد الله، 12 ألفا و500 شخص، منهم 2500 بطريقة مباشرة. ويهدف هذا المشروع، الذي سيجري إنجازه خلال الفترة ما بين 2010 و 2015، إلى تثمين زراعة الصبار، عن طريق خلق وحدة تحويل منتجات الصبار، بجماعة سيدي عبد الله، ودعم تسويقه وإنتاجه. ويجري تنفيذ هذه المشاريع الفلاحية في إطار المخطط الفلاحي الجهوي، لجهة مراكش تانسيفت الحوز، الذي تبلغ القيمة الإجمالية لاستثماراته، عشرة ملايير درهم، تمول في إطار شراكة بين الدولة وفاعلين خواص. ويراهن المخطط، الذي يمتد إلى غاية 2020، على إحداث 17 ألف منصب شغل قار إضافي، والرفع من القيمة الإجمالية للإنتاج من 4 ملايير و300 مليون درهم، إلى ثمانية ملايير درهم. من جهة أخرى، وعلى الصعيد العمراني والتعميري، يستفيد سكان العالم القروي، بإقليم الرحامنة، من مشاريع تتعلق بتنمية ثمانية مراكز قروية، نموذجية بالإقليم، تراهن على تحسين ظروف عيش السكان، وتحسين الجوانب المعمارية والعمرانية. وتكمن أهمية المشروع، انطلاقا من استناده إلى نتائج دراسات علمية دقيقة، خاصة بتحسين ظروف السكن بالعالم القروي. وفي سياق الجهود المبذولة للنهوض بالعالم القروي، في قطاعات التعليم والاتصالات والصحة بالإقليم، تشهد المنطقة إطلاق عدد آخر من المشاريع، التي تندرج في إطار مقاربة مبتكرة، ومجددة للتنمية المستدامة، تجعل من التقريب بين الخدمات السوسيو تربوية، وتعميم التعليم، وتأهيل العالم القروي، رافعات نموذجية لتأهيل العنصر البشري، وفك العزلة عن المناطق القروية.