واصلت حكومات العالم إجلاء الآلاف من رعاياها برا وبحرا وجوا من ليبيا التي تشهد اضطرابات وأعمال عنف، في ظل تشبث العقيد معمر القذافي بالسلطة رغم المظاهرات المطالبة بتنحيه. فقد اضطرت العديد من الدول لاستئجار طائرات أو سفن لإجلاء رعاياها من ليبيا رغم سوء الاتصالات والتدهور الخطير للوضع الأمني في هذا البلد. وفيما يكتظ مطار طرابلس بآلاف الأجانب، يتحدث من تمكنوا من الفرار عن مشاهد فوضى ونقص في المياه والمواد الغذائية. ووصل آلاف الصينيين، العاملين في مشاريع في قطاعات السكك الحديدية والاتصالات والنفط بليبيا، إلى مطار هيراكليون في جزيرة كريت اليونانية في عملية إجلاء بحرية ضخمة أطلقتها الصين بواسطة عبارات يونانية. ووصلت سفينة أولى قادمة من بنغازي قبل ظهر اليوم إلى هيراكليون كبرى مدن الجزيرة، تلتها سفينة ثانية، مما خول نقل 4400 شخص معظمهم صينيون، إلى جانب تايلانديين وسريلانكيين وإيطاليين ورومانيين ويونانيين. وتعتزم الصين، التي أصيب العشرات من رعاياها في ليبيا بجروح، إجلاء 15 ألفا من مواطنيها من بين 33 ألفا يعملون في هذا البلد واستأجرت لأجل ذلك عبارتين أخريين. وتعمل دول آسيوية أخرى على تنظيم عمليات إجلاء لإعادة 60 ألف مواطن بنغالي و30 ألف فيليبيني و23 ألف تايلندي و18 ألف هندي. وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية عن إجلاء حوالي 200 يوناني، أمس الخميس، من ليبيا على متن ثلاث طائرات لنقل الجنود أقلعت اثنتان منهما من طرابلس والثالثة من سرت. كما أعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كانون عن إجلاء مائتي كندي، أمس، من ليبيا في طائرات وسفن استأجرتها بريطانيا وإسبانياوالولاياتالمتحدة، داعيا مواطنيه إلى مغادرة دول المنطقة، وذلك بعد عدم تمكن طائرة استأجرتها الحكومة الكندية لهذا الغرض من الإقلاع من روما بسبب رفض شركة التأمين تغطيتها. واستأجرت سيول طائرة مصرية لإجلاء 1400 كوري جنوبي ما زالوا موجودين فوق التراب الليبي. وفي السياق ذاته، يبحث الاتحاد الأوروبي عن دعم بحري عسكري لإجلاء حوالي 6000 من رعاياه لازالوا عالقين في ليبيا، بعد أن قررت الدول الأعضاء تفعيل آلية عاجلة لتحقيق هذا الهدف. وأعلنت الخارجية الإسبانية أن طائرة عسكرية إسبانية نقلت مساء الخميس 124 أجنبيا، من بينهم أربعون إسبانيا، فضلا عن مكسيكيين وبريطانيين وكنديين وبرتغاليين وفنلنديين واوكرانيين ورومانيين وكونغوليين، من طرابلس إلى مدريد. كما قامت ناقلتا جند إيطاليتان بنقل 141 شخصا جلهم إيطاليون مساء أمس من ليبيا. ووصلت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني أمس الخميس إلى مالطا قادمة من طرابلس وعلى متنها 51 بريطانيا، ليصل عدد البريطانيين الذين تم إجلاؤهم 250 بريطانيا في المجموع. وأرسلت ألمانيا فرقاطتين وسفينة دعم تكتيكي لإجلاء رعاياها. وأعلنت شركة لوفتهانزا، التي علقت رحلاتها الاعتيادية إلى طرابلس، أنها نقلت في الأيام الأخيرة حوالي 700 شخص من ليبيا إلى المانيا. وأجلت فرنسا خلال يومين 556 شخصا بينهم 487 فرنسيا. وقامت طائرة عسكرية أرسلتها هولندا أول أمس الأربعاء الى طرابلس بإجلاء 42 أجنبيا، بينهم تسعة هولنديين، حسب وزارة الخارجية الهولندية. وأعلنت تركيا، التي يوجد 25 ألف من مواطنيها في ليبيا، عن إجلاء أزيد من 7000 شخص، بينهم رعايا دول أخرى طلبت مساعدتها. واستأجرت الولاياتالمتحدة عبارة لإجلاء رعاياها في ليبيا الذين يقدر عددهم حاليا ب650 ، إلا أن وزارة الخارجية أوضحت أن العبارة راسية في طرابلس منذ أزيد من 24 ساعة بسبب سوء الأحوال الجوية التي تمنعها من الإبحار إلى مالطا، وعلى متنها أقل بقليل من 300 شخص، بينهم 118 من غير الأمريكيين. كما أعادت روسيا 339 من رعاياها من طرابلس إلى موسكو في ثلاث طائرات. أما عن طريق البر، فقد أعلن المسؤول في الدفاع المدني التونسي مالك ميهوب، أمس الخميس، أن حوالي 20 ألف شخص من جنسيات مختلفة فروا من ليبيا منذ 20 فبراير الجاري. ووصلت مجموعة جديدة من الأسر وأفراد الجالية المغربية المقيمة في ليبيا، ليلة أمس الخميس، إلى العاصمة التونسية بعد أن تمكنت من عبور الحدود الليبية التونسية. وكانت مجموعة أولى من أفراد هذه الجالية قد وصلت أول أمس إلى تونس العاصمة قادمة من ليبيا، وسافرت أمس إلى المغرب على متن رحلة للخطوط الملكية المغربية.