أكد المتدخلون خلال مائدة مستديرة، نظمت أمس الأحد بالجديدة، في إطار الجلسة الختامية للندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج، أن خدمة القضايا الوطنية العادلة،وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة، يتطلب انفتاحا أكبر على الصحفيين المغاربة في المهجر، باعتبارهم إلى جانب مختلف الهيئات الديبلوماسية "نافذة للمغرب على العالم". وأوضح المتدخلون خلال هذه الجلسة، التي عرفت مشاركة ثلة من الصحفيين والخبراء والفاعلين في مجال الإعلام، أن الصحفيين المغاربة بالخارج يتوفرون على كافة الإمكانيات التي تتيح لهم الدفاع عن القضايا الوطنية العادلة، بكيفية تراعي المهنية والالتزام بالخط التحريري للمؤسسات الإعلامية التي يشتغلون بها، مؤكدين أن تحقيق هذه الغاية يتطلب إحداث إطار تنسيقي يقوم على أهداف وغايات واضحة. في هذا السياق، قال منسق ملتقى الصحفيين المغاربة بالخارج، السيد أنس بوسلامتي، في مداخلة له بهذه المناسبة، أن التحولات الكبيرة التي عرفها المشهد الإعلامي على الصعيد الدولي والحاجة الماسة إلى التوفر على إعلام قوي وفعال بجميع المقاييس، يقتضي إحداث "لوبي إعلامي مغربي في الخارج"، يتيح تعزيز حضور المغرب على الساحة الدولية ويمكنه من ترويج صورته بكيفية ناجعة. وأوضح، في هذا الصدد، أن الإعلاميين المغاربة في المهجر يطالبون في المقابل، بإشارات قوية وعملية من طرف المؤسسات الوصية على القطاع، عبر تمكينهم من المشاركة بشكل فعال في تطوير المشهد الإعلامي الوطني، لاسيما من خلال مساهمتهم في مجالي التكوين والإنتاج. من جهته، أكد الصحفي وعضو مجلس الجالية المغربية بالخارج، السيد نجيب بنشريف، في مداخلة مماثلة، أن مختلف التطورات التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة، لاسيما فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، يستدعي "بلورة استراتيجية شاملة للتعامل مع وسائل الإعلام الأجنبية"، ومساعدة الصحفي المغربي على لعب دور الوسيط بين المغرب والإعلام الخارجي. وأوضح من جهة أخرى، أن القطاع الإعلامي الوطني الذي شهد تطورا ملحوظا خلال العشرية الأخيرة، مدعو إلى المزيد من التطوير والتحديث، بشكل يجعله يواكب الثورة التكنلوجية التي يشهدها العالم، لاسيما من خلال التواصل المعلوماتي والشبكات الاجتماعية التي أضحت إحدى أهم وسائل الاتصال في العصر الحديث. من جانبه، قال رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، السيد يونس مجاهد، إن "الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع"، عشية إصدار الكتاب الأبيض الذي يشكل عصارة هذا الحوار، كفيل بوضع قطاع الإعلام بالمغرب على السكة الصحيحة، باعتباره نتاج نقاشات واسعة شملت جميع المتدخلين والفاعلين في القطاع. وأضاف أن الهجرة التي مكنت المغرب من الانفتاح بشكل أكبر على العالم، تعد أداة أساسية لتطوير المنظومة الإعلامية الوطنية ومنحها إشعاعا أكبر على المستوى الدولي، معتبرا أن الدولة مدعوة لأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار في استراتيجياتها وبرامجها المتعلقة بهذا المجال. يذكر أن الندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج، المنظمة على مدى ثلاثة أيام بالجديدة (4 و5 و6 فبراير الجاري)، من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج وهيئة إدارة "الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع"، عرفت مشاركة قرابة 200 صحفي ومهني مغربي يشتغلون في 18 دولة عبر العالم، إلى جانب عدد من الفاعلين في قطاع الإعلام على المستوى الوطني.