دعا المشاركون في أشغال الندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج، أمس الأحد بالجديدة، إلى بلورة استراتيجية متكاملة وواضحة المعالم في موضوع الهجرة، تأخذ بعين الاعتبار مختلف الطاقات والإمكانيات المتوفرة لدى الصحفيين المغاربة في المهجر، وتفسح المجال أمامهم للمساهمة بفعالية في تطوير المسلسل التنموي والحداثي الذي انخرطت فيه المملكة. وأكد المشاركون في هذه الندوة، خلال عرض خلاصات الورشات الموضوعاتية الأربعة، أن الاستفادة من الطاقات والإمكانيات والخبرات التي تتوفر عليها هذه الفئة، يمر لزاما عبر وضع إطار تنسيقي للصحفيين المغاربة بالخارج، يمكن من توحيد جهودهم وتقاسم تجاربهم والدفاع عن حقوقهم، وذلك في إطار استراتيجية شاملة تهم موضوع الهجرة. في نفس الإطار، أوصى المشاركون في الورشة الأولى، التي تناولت بالنقاش موضوع "أية مساهمة للصحفيين المغاربة بالعالم في تنمية قطاع الإعلام بالمغرب ?"، على الخصوص، بالعمل على بلورة سياسات عمومية واضحة في اتجاه دعم تطوير استثمار الصحفيين المغاربة المهاجرين في قطاع الإعلام بالمغرب، وتسهيل المساطر المعمول بها في إنشاء المؤسسات الإعلامية. وأكدوا في هذا الصدد، على ضرورة إحداث فضاءات دائمة للحوار تجمع بين الصحفيين المغاربة عبر العالم وزملائهم في المغرب، وأهمية إيجاد صيغة مؤسساتية وتنظيمية لهذا الملتقى، تأخذ بعين الاعتبار التمثيلية القطاعية والجغرافية للصحفيين المغاربة العاملين بالمؤسسات الإعلامية الأجنبية. من جهة أخرى، ركزت خلاصات الورشة الثانية التي تطرقت لموضوع "وسائل إعلام الجالية المغربية وبرامج خاصة في بلدان الإقامة: ديناميات ورهانات"، على أهمية وضع قاعدة للمعلومات يتم من خلالها التعرف بكيفية مفصلة على الصحفيين المغاربة بالخارج، بغية تيسير الاستعانة بهم من طرف وسائل الإعلام المحلية لتغطية بعض الأحداث ببلدان إقامتهم، عوض اللجوء إلى شركات للإنتاج أو صحفيين أجانب للقيام بهذا الغرض. أما المشاركون في الورشة الثالثة، التي ناقشت موضوع "معالجة موضوع الهجرة في وسائل الإعلام الوطنية العمومية والخاصة"، فقد خلصوا إلى ضرورة تفادي الاقتصار على البرمجة الموسمية في التعاطي مع الهجرة ومواكبة ديناميتها باستمرار، مع بحث سبل تعزيز التبادل الصحفي بين المغرب وبلدان الهجرة، إلى جانب الانفتاح على إنتاجات مغاربة العالم في المجال الإعلامي. كما دعوا إلى إحداث صندوق لدعم الإنتاجات المتعلقة بالهجرة، وإنجاز دراسة لتحديد احتياجات واستقراء تطلعات مغاربة العالم على المستوى الإعلامي، وتشجيع التكوين والتكوين المستمر لدعم جودة المنتوج الإعلامي الوطني في مقاربته لموضوع الهجرة، إلى جانب تعزيز البحث حول هذا الموضوع في إطار مجلس الجالية المغربية بالخارج. في سياق متصل، أجمع المشاركون في الورشة الرابعة، التي تناولت موضوع "المهنيون المغاربة في وسائل الإعلام الدولية: الوضعية والتحديات"، على أن تحسين قنوات ووسائل الاتصال في المغرب يعد الوسيلة الأمثل لتسويق صورته عبر وسائل الإعلام الدولية، حيث أوصوا في هذا الباب بحث المسؤولين والمفكرين والباحثين على الاستجابة لدعوات الصحفيين للتدخل والتعليق على الأحداث عبر وسائل الإعلام الدولية، مؤكدين أن عدم استجابتهم يولد فراغا يملأه الآخرون. كما أكدوا على ضرورة تخفيض تكلفة البث عبر الأقمار الاصطناعية وإبرام اتفاقيات مع وسائل الإعلام الأجنبية بخصوص موضوع البث، مع بذل المزيد من المجهودات الكفيلة بتيسير الوصول إلى الصورة والمعلومة المتعلقة بالأحداث المحلية. يذكر أن الندوة الأولى للصحفيين المغاربة بالخارج، المنظمة على مدى ثلاثة أيام بالجديدة (4 و5 و6 فبراير الجاري)، من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج وهيئة إدارة "الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع"، عرفت مشاركة قرابة 200 صحفي ومهني مغربي يشتغلون في 18 دولة عبر العالم، إلى جانب عدد من الفاعلين في قطاع الإعلام على المستوى الوطني.