دعا محمد عامر، الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، إلى ضرورة استيعاب ظاهرة هجرة الأدمغة بطريقة إيجابية لأنها تشكل خزانا هائلا للخبرات العالية المستوى والمقيمة بالخارج عوض التعامل معها كخسارة نهائية للبلاد. وأضاف عامر، في كلمة ألقاها خلال الدورة الأولى للجامعة الخريفية للكفاءات المغربية المقيمة بالخارج ضمن اللقاء الألماني المغربي بفاس، أن رهانات المرحلة الحالية للتنمية، ترتكز أكثر على التمكن من التكنولوجيا وكل الشعب المعرفية، بالإضافة إلى الموارد البشرية المؤهلة بفضل تطور التعليم، والتكوين التقني. وقال عامر "إن سياسة التنمية الاقتصادية التي ينهجها المغرب حاليا ترتكز على تعبئة المواطنين المغاربة المقيمين بالمهجر، للنهوض بالاقتصاد الوطني، وعلى تمكين المستثمرين الأجانب من التعرف على الفرص التي توفرها المملكة، وكذا على جاذبية المشاريع الكبرى التي تزخر بها". وذكر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن المغرب اعتمد على الدعم الخارجي لتغطية متطلبات البناء التنموي، الذي أصبح يمثل إكراهات عدة وتكلفة إضافية، مما جعل المغرب يبحث عن سبل جديدة للحصول على التقنيات الحديثة. وأكد عامر أن الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وبدعم من المنظمة الدولية للهجرة، بلورت إستراتيجية جديدة لتعبئة الكفاءات الوطنية المهاجرة، ولإشراك خبراتها وتجاربها المهنية في الأوراش الكبرى للتنمية بالمغرب. وتعتبر الجامعة الخريفية التي افتتحت أعمالها يوم الجمعة المنصرم، واختتمت، أول أمس السبت، المخصصة لتعبئة الكفاءات المغربية الألمانية أول ملتقى تنظمه الوزارة في إطار هذه الاستراتيجية الجديدة، بهدف الاستفادة من التجارب والخبرات التي اكتسبتها الجالية المغربية بألمانيا، سيما في ما يتعلق بالتكنولوجيات الحديثة كتكنولوجيا المعلومات، كصناعة الطائرات وصناعة السيارات والطاقات المتجددة والطب والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومكنت الورشات المدرجة ضمن هذا اللقاء من عرض مشاريع الشراكة التي تقدمت بها الكفاءات المغربية بألمانيا، وأيضا لتعبئة مختلف الجهات الفاعلة الوطنية العمومية منها والخاصة، كما عرف الملتقى مشاركة هيئة التعاون الألماني بغرض إشراكها في تمويل برنامج المشاريع المختارة. وأشار محمد عمر إلى أن الوزارة برمجت في وقت سابق لقاءين للكفاءات المغربية المقيمة بفرنسا وبكندا من المنتظر تنظيمها في 2010، كما ستطلق الوزارة بالتعاون مع شركائها بالمغرب البوابة الإلكترونية الجديدة المخصصة لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج. من جهته دعا أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، الكفاءات المغربية بألمانيا إلى مواكبة التنمية الاقتصادية التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات. وقال الشامي في افتتاح الجامعة الخريفية الأولى حول الكفاءات المغربية بالخارج إن "الكفاءات المغربية بألمانيا قادرة على المساهمة في التنمية الحالية التي تعرفها المملكة، وذلك بمواكبة المستثمرين الأجانب بتشجيعهم على تطوير أنشطتهم بالمغرب، عبر اقتراح خدمات جديدة، أو إحداث مدارس متخصصة موجهة لتكوين أطر رفيعة". وقدم، في هذا الصدد، الفرص التي يوفرها المغرب، مشيرا إلى أن هذا الأخير وضع كهدف أساسي، تطوير اقتصاد مبني على ركائز ماكرو- اقتصادية سليمة، وعلى إطار مالي، مع جعله منفتحا ومندمجا. وأبرز أن "سياسات قطاعية جرى سنها في هذا الصدد، لإعطاء رؤية واضحة لمجموع الفاعلين وإظهار كيفية مساهمة كل فرد فيها، بمن فيهم الكفاءات المغربية في الخارج". واستعرض الشامي، في هذا السياق، الاستراتيجيات ذات الطابع الوطني ك"مخطط المغرب الأخضر"، و"رواج" أو "المغرب الرقمي"، وأخرى الموجهة للخارج، خاصة (مخطط إقلاع) وكذا الذي يهم الصناعة التقليدية. من جهته، أشار عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية إلى أن المغاربة بألمانيا الذين يقدر عددهم ب 102 ألف شخص، يمكن أن يضطلعوا بدور مهم في تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين، على اعتبار أن المستثمرين الألمان بالمغرب لا يتجاوزون حاليا نسبة 7 في المائة من مجموع المستثمرين الأوروبيين بالمملكة. وبعد أن أبرز الوزير ضعف الصادرات المغربية نحو ألمانيا، التي لم تتجاوز 366 مليون أورو سنة 2008، دعا المغاربة الممتهنين للتجارة بألمانيا إلى المساهمة في تسويق المنتوج الوطني عبر تخصيص فضاءات مخصصة له. وأضاف أن من شأن إطلاق "مخطط المغرب الأكثر تصديرا في الفترة ما بين سنتي 2008 و2018" الذي يرمي، من بين أمور أخرى، إلى تموقع أفضل للمملكة في عدد من الأسواق الاستراتيجية، واستكشاف أسواق جديدة، إعطاء نفس جديد للعلاقات التجارية المغربية الألمانية. ويشارك في الجامعة الخريفية الأولى حول الكفاءات المغربية بالخارج التي نظمتها الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بتعاون مع شبكة الكفاءات المغربية الألمانية وسفارة المغرب ببرلين، نحو 130 خبيرا مغربيا يقيمون بألمانيا، إلى جانب 20 خبيرا ألمانيا وحوالي مائة مهني مغربي. وتميزت الجامعة الخريفية بتوقيع لائحة أولية من الاتفاقيات بين الشركاء المغاربة والألمان، تهم إنجاز مشاريع اجتماعية وتربوية واقتصادية في مختلف جهات المملكة. وشكل 15 مشروعا جرى اعتمادها، موضوع اتفاقيات ستوقع في إطار هذا اللقاء، وذلك بغية تحديد المعايير والمخططات المتعلقة بتنفيذها. وتهم هذه الاتفاقيات تنظيم قافلة لتحسيس التلاميذ المغاربة بتكنولوجيات الإعلام والتواصل وتعريفهم بالعلوم والتكنولوجيات الحديثة، في أفق المساهمة في الرفع من عدد المهندسين بالبلد، واتفاقية أخرى للتعاون في مجال البيولوجيا، واتفاقية مع مؤسسة "دي، إم، كا" تروم تعبئة الكفاءات المغربية والألمانية وتبادل زيارات الشباب وتعزيز إدماج وتثمين صورة المغاربة المقيمين بألمانيا، أما الاتفاقيات الأخرى الموقعة، تهم تجهيز مستشفى بمدينة فكيك وإطلاق برنامج للدعم لفائدة الأطفال والنساء بالمنطقة وإنشاء مركز لتصفية الكلي، وكذا إنجاز خط للنقل لفائدة الطلبة بمنطقة زايو، الذين يتابعون دراستهم بسلوان في إقليمالناظور.