أكد المشاركون في ندوة حول الصحراء،أمس السبت بمدينة بيتوريا (بلد الباسك بشمال إسبانيا)، على أهمية مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة باعتباره حلا مناسبا للنزاع المفتعل حول الصحراء. وأبرز أكاديميون وباحثون وبرلمانيون وناشطون في المجتمع المدني بإسبانيا والمغرب، خلال هذا اللقاء المنظم على مدى يومين من قبل معهد التفكير والابحاث (كارتا ميدتيرانيا) حول موضوع "لنتحدث عن الصحراء دون تشنج : نماذج جديدة لحقوق الإنسان"، جدية هذا المقترح الذي يشكل مبادرة جيدة لحل هذا النزاع الذي دام أزيد من 35 سنة. وفي هذا الصدد، أعرب قاضي الربط الاسباني السابق في المغرب أنخيل يورينتي دي لا ريغيرا، عن اقتناعه بأن المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية يشكل الحل الأنسب لقضية الصحراء. من جانب آخر، أكد أنخيل يورينتي دي لا ريغيرا التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب على عدة مستويات وفي مختلف الجهات، بما فيها الأقاليم الجنوبية، مشيرا إلى تشبث المغاربة قاطبة بمغربية الصحراء. ومن جانبه، أكد خوان مارتوس كيسادا الاكاديمي الاسباني المتخصص في الدراسات العربية والاسلامية أن المبادرة المغربية تعد "مقترحا معقولا وجديا"، وأن إحداث دويلة جديدة في الصحراء أمر "غير قابل للتحقق"، مشيرا إلى وجود روابط البيعة بين القبائل الصحراوية وسلاطين المغرب. وفي نفس الاتجاه، ذكر ميغيل موران دييث العضو بمعهد التفكير والابحاث (كارتا ميدتيرانيا) أن المخطط المغربي لمنح الحكم الذاتي لقي ترحيبا من قبل المجتمع الدولي، ومن شأنه حل مشكل الصحراء بشكل نهائي. من جهته، أبرز رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أحمد حرزني أنه سيكون من الأفضل بالنسبة لأولئك الذين يتشبثون بالاستفتاء "تقديم حلول مبتكرة وواقعية" كما يطالب بذلك المجتمع الدولي وعلى النحو الذي قام به المغرب من خلال مقترح الحكم الذاتي. من جانبها، أكدت النائبة البرلمانية كجمولة بنت ابي على أهمية الحوار من أجل التوصل إلى حل لقضية الصحراء، موضحة أن المغرب انخرط بإرادة قوية في مسلسل الدمقرطة، مشددة على الارادة القوية لمجموع مكونات المجتمع المغربي للمضي قدما في هذا المسلسل. أما خيسوس لوثا العضو بالبرلمان الجهوي لبلد الباسك فشدد على أن التوصل إلى اتفاق حول حل قضية الصحراء سيعود بالنفع على المنطقة المغاربية برمتها. من جانبها، تساءلت رئيسة المؤسسة الدولية "أولوف بالم" آنا باييطلو عن الأسباب التي تدفع "البوليساريو" في عدم التفكير "في بديل آخر غير الاستقلال". من جهته، أكد عبد الحميد البجوقي مدير الشبكة الاورومتوسطية للتعاون من أجل التنمية (منظمة غير حكومية يوجد مقرها في إسبانيا) على أهمية الحوار من أجل التوصل إلى حل متوافق بشأنه على أساس مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. يذكر أن هذا اللقاء المنظم بتعاون مع الشبكة الاورومتوسطية للتنمية من أجل التعاون والحكومة المستقلة لبلد الباسك ومؤسسة "أولوف بالم"، يعرف مشاركة عدة خبراء وأكاديميين وبرلمانيين وفاعلين بالمجتمع المدني مكن من تبادل الاراء والافكار حول قضية الصحراء.