أكد رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان السيد أحمد حرزني، أمس الجمعة بمدينة بيتوريا (بلد الباسك بشمال إسبانيا)، أن مقترح الحكم الذاتي في الاقاليم الجنوبية يشكل "الحل الوحيد والجدي والقابل للتطبيق" لقضية الصحراء. وأوضح السيد حرزني، خلال لقاء حول موضوع "لنتحدث عن الصحراء دون توتر : نماذج جديدة لحقوق الإنسان" ينظمه على مدى يومين معهد التفكير والابحاث (كارتا ميدتيرانيا)، أن الحل "الوحيد الجاد والمسؤول والقابل للتطبيق من أجل تقدم جميع شعوب المنطقة يتمثل في مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة". وأكد رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أن "البوليساريو" الذي "يتمسك بالاستفتاء، لم يتمكن من تقديم أي اقتراح لسكان مخيمات تندوف". وفي هذا الصدد ذكر السيد أحمد حرزني بالعديد من الصعوبات التي تقف أمام تنظيم الاستفتاء وخاصة في ما يتعلق بإحصاء سكان المخيمات بتندوف في جنوب غرب الجزائر. وأكد أن "مقترح الحكم الذاتي حل شجاع يعبر عن إرادة المغرب لإنهاء هذا المشكل الذي يؤخر مسلسل التحديث والدمقرطة الذي انخرط فيه المغرب بشكل لا رجعة فيه". وأبرز في هذا الصدد أن المغرب يشكل أحد البلدان القليلة التي أحدثت لجنة لبحث ملفات التجاوزات والانتهاكات في الماضي، مستعرضا الإصلاحات الكبرى التي أطلقها المغرب في مختلف المجالات. وفي هذا الاطار، أشار السيد أحمد حرزني إلى مدونة الاسرة، وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وخطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومشروع الجهوية المتقدمة. ووجه السيد حرزني، في هذا الصدد، نداء إلى "البوليساريو" من أجل الالتحاق بالوطن الأم للمشاركة في هذه الدينامية التي أطلقها المغرب. من جانبه، أكد محجوب السالك من حركة "خط الشهيد" المعارضة ل`"قيادة البوليساريو" أن المغرب كانت لديه الشجاعة لفتح صفحة ملف انتهاكات الماضي في حين أن قادة "البوليساريو" لم يعترفوا أبدا بخروقات حقوق الانسان التي كانوا مسؤولين عنها أو مئات المفقودين بسبب هذه الانتهاكات. وذكر بأنه "يوجد حوالي 300 شخص في عداد المفقودين" ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها قادة "البوليساريو"، مؤكدا غياب الديمقراطية داخل قيادة "البوليساريو". وفي هذا الاطار، شدد محجوب السالك على المأساة التي يعاني منها المحتجزون في مخيمات تندوف في الجزائر. من جهته، أكد عبد الحميد البجوقي رئيس الشبكة الاورومتوسطية للتنمية من أجل التعاون (منظمة غير حكومية مقرها في إسبانيا) أن المقترح المغربي للحكم الذاتي يمكن أن يشكل ليس فقط حلا لقضية الصحراء، ولكن يمكن أن يضطلع أيضا بدور هام في تحقيق التكامل بين البلدان المغاربية، مبرزا أن الاستقلال "خيار غير قابل للتحقيق". وأضاف البجوقي أن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء يمثل الحل "الأكثر مصداقية"، مؤكدا على أهمية الحوار من أجل البحث عن حل لهذا النزاع. وأعرب رئيس الشبكة الاورومتوسطية للتنمية من أجل التعاون عن تنديده بانتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها "البوليساريو"، مشيرا إلى اختطاف مصطفى سلمة ولد سيدي مولود من قبل الانفصاليين لمجرد أنه عبر عن مساندته للمخطط المغربي لمنح الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية. تجدر الاشارة إلى أن لقاء "لنتحدث عن الصحراء دون توتر : نماذج جديدة لحقوق الإنسان"، المنظم بتعاون مع الشبكة الاورومتوسطية للتنمية من أجل التعاون والحكومة المستقلة لبلد الباسك ومؤسسة "أولوف بالم"، يعرف مشاركة عدة شخصيات لتبادل الآراء والافكار حول قضية الصحراء بعيدا عن أي توتر.