1-2010- أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، السيد اسماعيل العلوي، أن المغرب مقبل حاليا على دخول مرحلة جديدة بعد الإعلان عن عزم المملكة اعتماد جهوية موسعة وتعزيز اللامركزية. وقال السيد العلوي، في محاضرة ألقاها اليوم الخميس بالمعهد العالي للصحافة والاتصال بالدار البيضاء حول المشهد السياسي الراهن ومكانة اليسار من هذا المشهد، أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الإصلاحات التي قام بها المغرب لتدعيم المسار الديمقراطي، والتي اقتضت اتخاذ مجموعة من التدابير والقرارات وفي مقدمتها النهوض بالجهوية والدفع بها نحو مستويات أرقى تمكن من منح المؤسسات الجهوية صلاحيات موسعة.
وذهب إلى أن تعديل نظام الجهة ينسجم والمتغيرات التي يعرفها المغرب خاصة تلك المتعلقة بملف الصحراء المغربية وإقدام المملكة على طرح مبادرة الحكم الذاتي، مما جعل من الضروري بلورة نظام حكامة جهوية يتلاءم والتصور الجديد لإدارة شؤون المواطنين علاوة على أنه سيخلق توازنا بين مختلف الجهات في ما يتعلق بالصلاحيات المفوضة لها، ومن الممكن جدا أن يجعل من المغرب نموذجا يحتدى به لدى دول الجوار.
كما أن تعزيز البناء الديمقراطي وتمكين المواطنين من تدبير شؤونهم بأنفسهم، برأي السيد العلوي، نابع من رغبة قوية لدى المغرب في التغيير والإصلاح.
وفي ما يتعلق بالمشهد السياسي والحزبي الراهن، دعا السيد اسماعيل العلوي الأحزاب الوطنية إلى أن تكون أكثر وعيا وأن تتخلى عن الصراعات السطحية التي تطبع الواقع السياسي الراهن وأن تهتم أكثر بالقضايا الكبرى للمواطنين.
وفي سياق حديثه عن التقارب الحاصل بين مكونات اليسار المغربي، أبرز بهذا الخصوص أن هناك مؤشرات إيجابية في ما يخص توحيد اليسار مضيفا أن أحزاب اليسار مدعوة إلى فتح نقاش حقيقي يسهم في تجاوز حالة التشرذم الحالية وبلورة أرضية تلتقي حولها كل مكوناتها.
وذكر بحالة العزوف السياسي لدى شرائح واسعة من المواطنين، معتبرا أن هذا العزوف فتح الباب أمام ممارسات مست بجوهر العملية الديمقراطية وأثرت على أداء المجالس المنتخبة.
كما تناول السيد العلوي الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني خاصة قطاع الصادرات، مقدما في هذا الصدد جملة من المقترحات التي تقوم على النهوض بالعالم القروي وتطوير القطاع الفلاحي وإدخال أنواع زراعية جديدة وتعبئة كل الطاقات المائية وتوسيع رقعة الري والاستغلال العقلاني للثروات البحرية.