تدخل الأندية المغربية نهاية الأسبوع الجاري غمار منافسات ذهاب الدور التمهيدي لمسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم للموسم الجديد (2011) وكلها طموح في تسجيل اسمها في السجل الذهبي للمسابقتين القاريتين واضعة نصب أعينها الإنجاز الكبير الذي حققه فريق اتحاد الفتح الرياضي بإحرازه الكأس الثانية والذي يبحث عن لقبه القاري الثاني بعد غد السبت في لوبومباشي عندما ينازل مازيمبي الكونغولي برسم الكأس الممتازة. فعلى مستوى دوري أبطال إفريقيا، سيكون فريقا الرجاء (الوصيف) والوداد (بطل المغرب) مطالبين بتحقيق فوز عريض يعبد بشكل كبير الطريق نحو الدور الأول عندما يستضيفان على التوالي مساء يومي الجمعة والأحد فريقي توربيون التشادي وأدونا الغاني بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء. وتبدو إرادة وعزم الفريقين البيضاويين كبيرة في إسعاد جمهوريهما العريضين بوجه خاص والجمهور الرياضي المغربي عامة من خلال إهدائهما فوزا مريحا يؤمنا به عبورهما إلى الدور الموالي خاصة وأن لهما كل ما يلزم من المؤهلات التقنية والبدنية أو التكتيكية لتحقيق ذلك. وإذا كانت مهمة فريق "القلعة الخضراء"، الذي سبق له أن توج بطلا لهذه المسابقة القارية ثلاث مرات (1989 و1997 و1999)، تبدو سهلة نسبيا نظرا للمستوى المتواضع للفريق المنافس الذي ينتمي لبلد إفريقي مغمور على الساحة الكروية الإفريقية وكذا للمستوى الجيد الذي ظهر به أشبال المدرب امحمد فاخر في البطولة الوطنية لهذا الموسم والمعنويات العالية لجميع مكوناته، فإنه على العكس من ذلك، قد يجد فريق "القلعة الحمراء" بعض المشاكل في مواجهته لبطل غانا التي تشكل كرتها أحد أعرق المدارس على مستوى القارة السمراء. وفي مسابقة الكونفدرالية الإفريقية، ستكون كرة القدم المغربية ممثلة بثلاث فرق هي بالإضافة إلى اتحاد الفتح الرياضي، حامل اللقب والذي أعفي من خوض منافسات الدور التمهيدي، المغرب الفاسي والدفاع الحسني الجديدي. وستكون مهمة الفريقين الفاسي، الذي سبق له أن شارك في كأس الكونفدرالية ودوري الأبطال، والدكالي، الذي خاض الموسم الماضي منافسة دوري أبطال إفريقيا وخرج من دورها الأول على يد فريق الاتحاد الليبي، صعبة نظرا لكون الأول سيحل يوم الجمعة المقبل ضيفا على فريق أيس كراكي البنيني في حين سيحط الثاني الرحال بمالي ضيفا على فريق مركز ساليف كايتا (يوم الأحد). وتكمن صعوية مهمة مجموعة الإطار الوطني رشيد الطاوسي في كونها تجهل الشيء الكثير عن مضيفها البنيني ما يحتم عليها التسلح بروح التحدي والرغبة الأكيدة في الذهاب بعيدا في هذه المسابقة معولة في ذلك على ترسانتها الشابة الواعدة واستعداد لاعبيها الجيد ومعنوياتهم العالية خاصة بعد مرحلة ذهاب البطولة الوطنية الأكثر من رائعة. أما الدفاع الحسني الجديدي،الذي يشرف على إدارته التقنية الإطار الوطني خالد كرامة والذي يوقع على بداية موسم متذبذبة، فسيصطدم بفريق مالي يعتبر بحق مدرسة تخرج منها لاعبون مرموقون باتوا يشكلون دعامات أساسية في أقوى البطولات الأوروبية. واستعدادا لهذه المواجهة الصعبة،استغل الفريق الدكالي فترة الراحة التي خضعت لها أندية القسم الأول، ووضع برنامجا إعداديا مكثفا هم على الخصوص جانب الرفع من اللياقة البدنية للاعبيه والاشتغال أكثر على الجوانب التقنية والتكتيكية وكذا خوض مجموعة من اللقاءات الودية للوقوف على مدى درجة انسجام العناصر الجديدة التي عزز بها صفوفه في فترة الانتقالات الأخيرة ومنح فرصة للعناصر المحلية الشابة. ويبقى على الفريقين المغربيين، وهما يستحضران الإنجاز الذي حققه فريق اتحاد الفتح الرياضي وتتويجه الموسم الماضي بطلا لكأس الكونفدرالية، العمل على تسخير كل إمكاناتهما التقنية والبشرية للعودة على الأقل بأقل الخسائر حتى يظلا في دائرة المنافسة في انتظار مباراتي الإياب بالمغرب.