أكد وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن أن بناء مدرسة الغد مسؤولية جماعية ينبغي على الجميع ممارستها بالخصوصية التي يفرضها عليه موقعه ،وبروح وطنية عالية يتم فيها استحضار أهمية موقع المدرسة في تربية الناشئة وتأهيل الاجيال لصناعة المستقبل المشرق . وأوضح السيد اخشيشن خلال رئاسته عصر اليوم الاربعاء ببني ملال لأشغال الدورة العاشرة للمجلس الاداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلة أزيلال ، أن الوزارة وضعت ، برسم السنة الثانية من البرنامج الاستعجالي ، برنامج عمل مكثف يتوخى توطيد المكتسبات ، والرفع من وتيرة الانجاز وفقا لمجموعة من الاولويات التي تستجيب لمتطلبات المرحلة . وذكر أنه من بين الاولويات المسطرة ،الارتقاء بحكامة المؤسسة التعليمية وبإدارتها التربوية اعتبارا لموقعها كلبنة أساسية لتجسيد الاصلاح ، وتأمين الزمن المدرسي وتوظيفه بالشكل الامثل لأهميته في الرفع من مردودية وجودة العملية التعليمية . وأضاف أن ما يميز أشغال هذه الدورة ،التي حضرها والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري وعامل إقليم الفقيه بن صالح السيد نور الدين أوعبو وعامل اقليم أزيلال السيد علي بيوكناش والمنتخبون وأعضاء المجلس الاداري ، هو عرض مشروعي آليتين هامتين من آليات تعزيز اللامركزية واللاتمركز في تدبير الشأن التربوي على مصادقة المجلس . وأبرز أن المشروع الاول يتعلق بالنظام الداخلي للمجلس الاداري الذي يتوخى ضبط التدابير اللازمة لسير المجلس وتحديد أدوار أعضائه وتدقيق مهام اللجان المنبثقة عنه لتمكينه من الاضطلاع الناجح باختصاصاته ، في حين يتعلق المشروع الثاني بمراجعة الهيكلة التنظيمية للأكاديمية الجهوية والنيابات التابعة لها ، وذلك بهدف دعم هياكل التدبير الجهوية والاقليمية بوحدات إدارية إضافية تمكن من الرفع من مستوى تأطير الوظائف والمهام المنوطة بالاكاديمية والنيابات . وقد تميزت أشغال الدورة بالعرض الذي ألقاه مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلة أزيلال السيد أحمد بنزي ، والذي استعرض فيه حصيلة الموسم الدراسي 2009 /2010 ، وحصيلة البرنامج الاستعجالي لسنتي 2009 و 2010 بجميع أقطابه ، إضافة إلى مشروع برنامج العمل وميزانية سنة 2011. وأوضح السيد مدير الاكاديمية ، في هذا السياق ، أنه بعد الانطلاقة الفعلية للبرنامج الاستعجالي تحققت بها العديد من المنجزات بالجهة تمثلت في تطوير التعليم الاولي ، وتوسيع العرض التربوي ، وتحقيق مبدأ تكافؤ فرص ولوج التعليم الالزامي ، والتكوين في مجال بيداغوجيا الادماج لفائدة جميع أساتذة التعليم الابتدائي بالجهة ، وتزويد المؤسسات التعليمية بالعتاد الديداكتيكي . وأوضح أن نسبة التمدرس بالجهة عرفت تطورا ملحوظا الموسم الحالي مقارنة مع الموسم الماضي ، حيث بلغت نسبة التطور الخاصة بالفئة العمرية من 6 إلى 12 سنة 1،36 في المائة ، ووصلت إلى 2،65 في المائة بالنسبة للفئة العمرية من 12 إلى 14 سنة ، و1،49 في المائة بالنسبة للفئة من 15 إلى 17 سنة ، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك ما زالت الجهة في حاجة إلى تحسين هذه المؤشرات بالوسط القروي والمناطق النائية . وأبرز أنه بالنسبة لجودة التعليم ، فقد انتقلت نسبة النجاح في الباكالوريا بالجهة من 53،01 في المائة خلال موسم 2008 /2009 إلى 59،39 في المائة خلال الموسم الدراسي الفارط متجاوزة النسبة الوطنية بأكثر من سبع نقط ، كما سجلت نسبة التكرار خلال الموسم الدراسي الماضي انخفاضا ملموسا مقارنة مع المعدل الوطني (12 في المائة) ، حيث انخفضت في التعليم الابتدائي بنسبة 1،24 في المائة ، وبالنسبة للتعليم الثانوي التأهيلي ب 0،5 في المائة والثانوي الاعدادي ب 2،73 في المائة . وذكر أن الطلب على التعليم عرف قفزة نوعية بالجهة ، حيث انتقل عدد تلامذة التعليم الاولي المدمج بالمدارس الابتدائية من 1855 تلميذا إلى 3015 تلميذا محققا نسبة نمو تقدر ب 62،60 بالمائة ، كما ارتفع العدد الاجمالي لمؤسسات التعليم الابتدائي العمومي من 319 مؤسسة إلى 323 مؤسسة ، ومؤسسات التعليم الثانوي الاعدادي من 66 إلى 69 مؤسسة مع تحويل ثانوية إعدادية إلى ثانوية تأهيلية وتوسيع خمس مؤسسات تعليمية بهدف التقليص من ظاهرة الاكتظاظ واستيعاب الاعداد المتزايدة من التلامذة . وأضاف أن نسبة الانقطاع بالاكاديمية عرفت تراجعا ملموسا خلال الثلاث سنوات الاخيرة في الاسلاك التعليمية الثلاثة ،إذ انخفضت في التعليم الابتدائي من 2،68 في المائة في موسم 2007 /2008 إلى 1،97 في المائة خلال الموسم الدراسي الفارط علما بأن المعدل الوطني هو 3،30 في المائة . أما في ما يتعلق بالتعليم الثانوي بسلكيه الاعدادي والتأهيلي - يقول مدير الاكاديمية - فما زالت هذه النسبة مرتفعة على الرغم من كونها أقل من النسبة الوطنية ، إذ بلغت بالتعليم الثانوي الإعدادي 8،58 في المائة (المعدل الوطني 12،9 في المائة) ، ولم تتجاوز 7،66 بالمائة بالتعليم الثانوي التأهيلي (المعدل الوطني 13 بالمائة) . وخلص إلى أنه على الرغم من هذه الحصيلة الايجابية ، والتي تجسدت في تجاوز بعض المؤشرات معدلات نظيراتها على المستوى الوطني ،فإن البعض الآخر لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب مما يستوجب بذل المزيد من الجهود .