01-2011 يبقى المخرج داوود اولاد السيد وفيا لرؤيته الإخراجية المبنية على بساطة الطرح، والتي بدأها مع أفلامه الأولى ويواصل تعميقها في "في انتظار بازوليني" و"الجامع"، الذي يشارك به في المسابقة الرسمية للدورة ال`12 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة (21-29 ينايرالجاري). وبالرغم من اعتماد اولاد السيد، الذي يصفه النقاد بالمخرج المهووس بالجنوب، على التقنيات السينمائية المعقدة أحيانا، إلا أنه يبقى سيد البساطة في طرح الفكرة، وهذا يعود أساسا إلى طبيعة المواضيع التي يعالجها وليس إلى فقر إبداعي. ويعالج "الجامع"، الذي أجمع عدد من المشاركين في ندوة صحفية اليوم الأحد على هامش فعاليات المهرجان الوطني للفيلم خصصت لمناقشة أولى الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية على أنه إنصات إلى الأشياء الجميلة، أو ما تبقى فيها مسألة "المقدس الجماعي" من خلال إشكالية "الجامع" الذي نصب بقرية بالجنوب لأغراض سينمائية، إلا أن أهل القرية اعتبروه بعد استيفائه لهذا الغرض أنه أصبح ملكا جماعيا من حقهم أن يمارسوا فيه الشعائر الدينية. وذهب بعض النقاد، الذين أدلوا بدلوهم في هذه الندوة، أن "الجامع" قارب هذه المسألة أيضا من خلال اللعب على ثنائية "الوهم" و"الحقيقة"، وإن كان إيقاع الحبكة بطيئا نوعا ما. وعلى الرغم من صعوبة طرح هذا الموضوع، يقول الناقد محمد الذهان، إلا أن داوود اولاد السيد نجح في معالجته سينمائيا دون السقوط في النواقص ودون السقوط في فخ الخطاب الديماغوجي، إذ زخر "الجامع" بجوانب إيجابية كبناء شخوص تعكس الفضاء الذي تنتمي إليه (زاكورة) وأبرز، ما أسماه الدهان، "المواقع العليا" (مصورة من فوق). وفضلا عن الجوانب الفرجوية، استأثر "الجامع" بالاهتمام للقدرة الخارقة التي أبداها داوود اولاد السيد في "التوثيق" بالصورة خاصة، وهذا ما أكده المخرج من أن "التقنية" ليست إلا وسيلة لصنع فيلم يؤثر، مبرزا أن عدم احتواء فيلمه على أي مقاطع موسيقية فيرجع إلى اقتناعه بأن السينما "فن الصورة". وبما أن مهمة السينما، إلى درجة ما، هي التوثيق، فقد طفح "الجامع" بهذه الإرهاصات حسب الناقد الدهان، مشيرا إلى ظاهرة "الختان" بالمنطقة التي صور بها الشريط. وشريط "الجامع" هو خامس عمل في الريبرتوار الفني لداوود اولاد السيد بعد أفلامه "باي باي سويرتي" و"عود الريح" و"طرفاية" و"في انتظار بازوليني".