أكد السيد عثمان تازغارت، كاتب وصحفي جزائري، يوم الجمعة بمراكش، أنه منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي، قامت روابط بين الشبكات الإرهابية وشبكات التهريب التي يتزعمها صحراويون يقيمون بمخيمات بتندوف. وقال السيد تازغارت، في جلسة عامة نظمت في إطار الملتقى الدولي الثاني للأمن بإفريقيا الذي ينظم حول موضوع "إفريقيا في مواجهة التحديات الإرهابية .. القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تهديد استراتيجي"، أن هذا التعاون نجمت عنه روابط وثيقة، تمحورت بالأساس حول أعمال التهريب. وأشار السيد تازغارت، استنادا لعدد من وسائل الإعلام الجزائرية، إلى وجود صلات بين الجماعة الإسلامية المسلحة التي تحولت في ما بعد إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال وبعض عناصر الجماعة الانفصالية، مبرزا أن التحريات التي تم القيام بها كشفت أن عناصرا من (البوليساريو) "كانوا يمدون محاربي الجماعة الإسلامية المسلحة بالأسلحة في جنح الظلام". وقال السيد تازغارت، وهو أيضا باحث متخصص في الحركات الإسلامية المتطرفة بالمرصد الدولي للإرهاب بباريس، إن عددا كبيرا من الشباب الصحراويين يرتمون في أحضان الأصولية الإسلامية بسبب، على الخصوص، الأوضاع المزرية التي يعيشونها بمخيمات تندوف. وأضاف أن محاولة التوغل التي جرت مؤخرا بمنطقة (أمغالا) تنم عن انتهازية سياسية لدفع الشباب الصحراوي إلى الارتماء في أحضان الجماعات الجهادية. يشار إلى أن هذا الملتقى، المنظم من 20 إلى 22 يناير الجاري من طرف الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، يشارك فيه حوالي 200 مسؤول، مدنيين وعسكريين، وممثلين عن منظمات دولية وخبراء وأخصائيين في مجال الأمن يمثلون أزيد من 70 دولة من إفريقيا و أوروبا وأمريكا وآسيا. ويروم هذا الملتقى وضع تحليل ناجع وإجراء دراسات وحوارات حول مواضيع تهم على الخصوص "استراتيجية تدويل الإرهاب" و"إفريقيا .. فضاء جديد للحرب بالنسبة لتنظيم القاعدة" و"تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي .. أي أنشطة وأهداف استراتيجية" و"مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الساحل". وسيبحث المشاركون في الجلسات العامة للمؤتمر مواضيع تهم "إفريقيا مجال جديد للحرب بالنسبة لتنظيم القاعدة" و"تحول جماعة إرهابية جزائرية إلى فرع للقاعدة" و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي .. من الجهاد إلى الاتجار في المخدرات والإرهاب". كما سيتم التركيز خلال أشغال هذا المنتدى الدولي على مواضيع أخرى تهم "التواطؤ المحلي وحلفاء تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي" و"أي استراتيجية لمكافحة الإرهاب والجريمة".