انطلقت، صباح اليوم الجمعة بالرباط، أشغال الورشة العربية الأولى حول علاج أوعية الدماغ بواسطة الأشعة التدخلية، بمشاركة أطباء مختصين عرب وأجانب يناقشون على مدى يومين مستجدات هذه التقنية المتطورة لعلاج نزيف الدماغ بدون جراحة. وتابع المشاركون في المؤتمر، في اليوم الأول للورشة، مراحل إجراء عمليتين من هذا النوع لحالتي تشوه خلقي لشرايين المخ عبر بث مباشر من غرفة القسطرة بمستشفى الشيخ الزايد الذي ينظم هذا الملتقى بتعاون مع الجمعية المغربية للطب للإشعاعي، بمشاركة خبيرين فرنسيين عالميين في هذا المجال. وأوضح الأستاذ في علم الأشعة والطب الإشعاعي التدخلي السيد عبد الجليل القصار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن علاج إحدى الحالتين، التي كان يتطلب في السابق إجراء الجراحة، أضحى اليوم يعالج بواسطة القسطرة من خلال إحداث ثقب صغير في أعلى الفخد للوصول عبر أنبوب عبر العروق الدموية للدماغ. وأوضح أن تقنية علاج أوعية الدماغ بواسطة القسطرة شهدت عدة تطورات منذ بدايتها في الثمانينات، مبرزا أن جديدها اليوم في المغرب يتمثل في استعمال أنابيب أدق تزيد من سرعة العلاج وتقلل نسبة الخطر على حياة المريض. أما الحالة الثانية فتتعلق، حسب الدكتور القصار، بعلاج حالة كيس شراييني بالمخ التي أضحت تعالج عبر ملء هذا الكيس، الذي قد يتسبب بفعل هشاشة جداره في جلطة دموية دماغية قد تكون مميتة، بأسلاك حلزونية من البلاتين لإفراغه من الدم. وأشار إلى أنه تم علاج أول حالة من هذا النوع في مستشفى الشيخ زايد نهاية 2006 وأنه يستعمل فيها اليوم لأول مرة في هذا العلاج بالمغرب، إلى جانب الأسلاك، سداد هو عبارة عن أنبوب يوضع في الشريان لمنع تدفق الدم لذلك الكيس الذي يجف ويغلق وتقل بالتالي المضاعفات الخطيرة لهذه الحالة من الإصابة. ويكمن خطر تمدد الأوعية الدموية للدماغ في إحداث تمزق يسبب نزيفا داخليا يتسبب في 30 في المائة من الحالات بالوفاة فورا، أو مضاعفات تتطلب الجراحة. وتتجلى مزايا هذه الطريقة، حسب الدكتور القصار، في استعمال نسبة أقل من مواد التخدير وتقليص مدة البقاء في قسم الإنعاش وتؤهل المريض للعوده إلى الحياة الطبيعية فى وقت أقل من الجراحة. وتتواصل أشغال المؤتمر، غدا السبت، بتنظيم محاضرات يواصل فيها المختصون المشاركون مناقشة هذه التقنية.