صدر لعثمان بيساني أستاذ الأدب الفرنسي بالكلية المتعددة الاختصاصات بالرشيدية، مؤخرا، كتاب باللغة الفرنسية يحمل عنوان "الغيرية من خلال (الغثيان) و(جلسة مغلقة) لجان بول سارتر". ويقترح الكتاب، الذي يقع في 360 صفحة من الحجم المتوسط، الرجوع إلى فلسفة سارتر الوجودية، وذلك انطلاقا من دراسة لرواية "الغثيان" ومسرحية "جلسة مغلقة" للفيلسوف والكاتب الفرنسي. ويعالج هذين العملين موضوعا فلسفيا كبيرا يتعلق ب"الغيرية" بكل تجلياته. ويتطرق سارتر في كتاباته للوجود الإنساني الأكثر تعقيدا وغموضا، والمتسم بعدم الوضوح والتعقيد، إلا أن الأمر يتعلق أيضا بالوقوف على مكونات نظرية "الغيرية" التي تطرق إليها تفسيرا وتحليلا جون بول سارتر، ولكن كذلك تلك التي خلص إليها المؤلف، من خلال قراءة عميقة لتفكير فلسفي متفرد. ويعد جان بول سارتر ، الذي يتموقع تارة كفيلسوف وتارة اخرى ككاتب، والذي يجمع بين عقلانية سبينوزا والخيال الأدبي للروائي الفرنسي ستاندال ، أحد علماء الابتستيمولوجيا البارزين في فهم المحطات الكبرى التي صنعت تاريخ القرن العشرين. ويرتكز هذا العمل في المقام الأول على مسألة الوجود باعتباره وعيا مسؤولا بماهيته ومصيره. ويسائل سارتر شرط "الوجود" انطلاقا من إعمال الوعي كمحرك للإشتغال. وقال عثمان بيساني إنه "حين الحديث باستمرار عن الحوار بين الثقافات والحضارات، أعتقد شخصيا أن هذا الموضوع يعكس في المقام الأول تفكيرا فلسفيا قبل كل شيء، وبالتالي تبرز الحاجة الملحة للعودة الى أصول هذا الموضوع لضبط العلاقات بين أفراد الجنس البشري". يشار إلى أن الأستاذ عثمان بيساني أستاذ للأدب الفرنسي بالكلية المتعددة الاختصاصات بالرشيدية حاصل على الدكتوراه في الأدب الفرنسي (بأطروحة حول "الغيرية" في أعمال سارتر الروائية والمسرحية)، وينشر دراسات ومقالات باللغتين العربية والفرنسية في منابر ورقية وإلكترونية مختلفة.