بثت أخيرا القناة الأمازيغية من خلال برنامجها الثقافي « إغبولا» الذي يعده ويقدمه عبد النبي إدسالم حلقة حول المفكر الراحل حلقة خاصة بالكاتب محمد خير الدين وذلك بمناسبة مرور 15 سنة على وفاته. و محمد خير الدين من الأقلام المغربية التي تكتب بالفرنسية ومن بين أبرز الكتاب الذين عرفهم تاريخ الكتابة الشعرية والروائية خلال سنوات الستينات الى غاية منتصف التسعينات بأوربا و شمال أفريقيا، بل جدبت كتاباته مفكرين عالميين كجون بول سارتر، حيث إستطاع خير الدين أن يضع لنفسه منهجا خاصا في الكتابة ظهر أساسا مع روايته الأولى» أكادير» التي كتبها سنة 1966 ولم يستطع النقاد وقرائها تحديد نوع الجنس الأدبي الذي تنتمي اليه الى أن قال عنها خير الدين أنها رواية شعرية، ومن المنتظر أن يعرف البرنامج شهادات من اب الراحل و أخوه محمد وأصدقائه الذين يعرفونه جيدا خاصة بالرباط بعد عودته من فرنسا سنة 1979 بعد غياب 14 سنة. صدر لخير الدين كتابه الاول في لندن سنة 1964 بعنوان « غثيان أسود» وقد ضم قصائد تشي بيأس وجودي متأصل . وفي سنة 1967 نشرت له دار سوي الفرنسية رائعته « أغادير» التي كتبها في أعقاب الزلزال الذي دمر المدينة المغربية سنة 1960 . وكانت المخطوطة تحمل aعنوان «التحقيق» قبل ان يقترح الناشر تغيير الاسم الى أكادير . وفي هذه الرائعة نكتشف شاعراً حانقاً متأثراً بما شاهده في المدينة بعد الزلزال من شقاء الناس ، متسلحاً بالسخرية والرفض . وفي العام التالي نشرت له دار سوي روايته الشعرية « الجسد السالب « حيث كرس اسلوبه الثائر عبر سرد شعري النفس يحبس الانفاس. وفي سنة 1969 جمع قصائد تعكس إحساساً حاداً باليأس والتمرد في ديوان شعري سماه «شمس عنكبوتية» . ثم تتالت أعماله التي نشرتها دار سوي بينها رواية « انا النسر» وديوان شعر دعاه «هذا المغرب» ، ثم روايات «النباش» و « رائحة المانتيك» و « حياة وحلم شعب دائم التيهان « ._وبعد عودته الى المغرب أصدر محمد خير الدين ديوان شعر جديد سماه « انبعاث الورود البرية». وواظب في المغرب على نشر نصوص متفرقة في جريدة « المغرب» الفرنكوفونية التي كانت تصدر في الثمانينيات من القرن الماضي . وشكلت هذه النصوص نواة رواية جديدة غاص فيها عميقاً في أصوله السوسية الغابرة ونشرتها كالعادة دار سوي الفرنسية سنة 1984 بعنوان « أسطورة وحياة أغونشيش» . وكان آخر عمل شعري أصدره قبيل وفاته ديوانه «نصب تذكاري» . وبعد موته نشرت له ترجمات ثلاث._وبهذا القناة الأمازيغية الوحيدة التي تذكرت خير الدين بعد رحيلة بعقد ونصف من الزمن غير أن الذاكرة الأمازيغية تحتفظ به لما كتبه عن الهوية الأمازيغية.