بنقل الصناع التقليديين الى قريتي بنجليك وعين النقبي واعادة فتح منتزه جنان السبيل، تكون فاس قد تصدرت قائمة المناطق المستفيدة من جهود الحفاظ على البيئة على صعيد الجهة خلال 2010. وينتظر أن تساهم هذه المشاريع، التي تنضاف الى المبادرات المتعلقة بتشغيل المطرح الجديد للنفايات وانجاز محطة لتصفية المياه العادمة وتأهيل المدابغ التقليدية، في تنقية المحيط البيئي للحاضرة الادريسية وجعلها فضاء أكثر جاذبية وصفاء. وفي هذا السياق، من المقرر هدم 197 فرنا تقليديا بالمدينة العتيقة، في اطار عملية نقل صناع الخزف الى القرية التقليدية بنجليك. وتهدف العملية التي تستفيد من دعم مالي للسلطات لاقتناء الأفران الغازية، الى تخليص المدينة العتيقة من الأنشطة الملوثة وتمكين حرفيي القطاع من امتلاك أدوات )حديثة لتطوير الانتاج. وبخصوص مشروع صناعات النحاس بعين النقبي، فإن انجازه سيمكن من نقل الأنشطة الملوثة للقطاع من ساحة للا يدونة الى الموقع الجديد عبر تهيئة فضاء للانتاج لفائدة 472 حرفيا يزاولون حاليا مهنتهم بالساحة التي تستفيد هي الأخرى من مشروع لاعادة التهيئة. وتهم الأشغال أيضا بناء 33 وحدة انتاجية ومبنى تجاريا للمواد الأولية للنحاس و"فندقا" من طابقين سيأوي 77 ورشة لقطاع النحاس باستثناء الأنشطة الخطيرة والملوثة. ومن المقرر أيضا نقل مدابغ عين ازليطن وسيدي موسى، التي توجد في وضعية متدهورة، الى عين النقبي، بينما سيتم العمل على اعادة تهيئة مدبغ الشوارة المعروف بحفره متعددة الألوان. وتميزت سنة 2010 بفاس أيضا بفتح منتزه جنان السبيل من جديد في يونيو الماضي، بعد أن أدرج ضمن أولويات برنامج "تأهيل الحدائق التاريخية" لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. وكان المنتزه الذي يعود تاريخه الى عهد السلطان مولاي عبد الله قد عانى من انعكاسات فترات الجفاف التي عرفها المغرب نهاية القرن الماضي. ومن المنتظر أن يوفر منتزه جنان السبيل، الواقع بقلب المدينة، في حلته الجديدة، فضاء أخضر للساكنة يمتد على مساحة 5ر7 هكتارات. وبعيدا عن التجمعات السكنية بفاس، تم بعين بيضا تشغيل المطرح العمومي الجديد كبنية حديثة تمكن من تفادي المخاطر والروائح المنبعثة من مطرح الوداية الذي أصبح أكثر قربا من الساكنة بفعل التوسع العمراني المكثف للمدينة. ويتوفر المطرح الواقع على مساحة 110 هكتار على أحواض لجمع ومعالجة الغاز الحيوي وتصريف مياه الأمطار. وهو يعالج أزيد من ألف طن من النفايات الصلبة يوميا. وفي السياق ذاته، سجل عام 2010 مواصلة أشغال انجاز محطة لتصفية المياه العادمة بفاس. وسيمكن تشغيل المحطة من معالجة المياه العادمة المتأتية من قنوات التصريف المنزلية والصناعية المسؤولة عن 40 في المائة من التلوث الاجمالي لحوض سبو. وهكذا تعتبر سنة 2010 بحق سنة مصالحة سكان العاصمة العلمية للمملكة مع محيطهم الطبيعي.