تلقت الجهة الشرقية خلال النصف الثاني من يونيو وبداية يوليوز الجاري ما يفوق 24 مليار درهم كاستثمارات هي قيمة المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والسكنية والرياضية التي أعطيت انطلاقتها في كل من وجدة وأسلي والناظور والسعيدية، ومن أبرز هذه المشاريع المحطة الشاطئية للسعيدية والقطب التكنولوجي لوجدة والخط السككي تاوريرت الناظور وبرنامج التنمية السياحية لإقليم الناظور. وإلى جانب المشاريع الكبرى ثمة مشاريع متوسطة وصغرى ذات بعد اقتصادي واجتماعي وسكني، بعضها انتهى العمل فيه وسيفتح في وجه العموم أو المستفيدين منها، أو مشاريع وبرامج للتأهيل الحضري أعطيت انطلاقتها. وتكتسي هذه المشاريع برمتها أهمية بالنظر إلى الظروف القائمة بالجهة الشرقية التي عانت لعقود من التهميش على مستوى الاستثمارات العمومية والنقص في البنية التحتية والمشاريع الكبرى التي تدفع الاقتصاد المحلي إلى النمو، عوض الاعتماد بشكل كبير على تجارة التهريب وزراعة «الكيف» المنتشرة بشكل واسع في المنطقة. آخر المشاريع التي دشنها الملك، أول أمس الخميس، فضاء رياضي بالناظور لفائدة الشباب تكلف غلافا ماليا يفوق 21 مليون درهم، وفي اليوم نفسه وقعت مراسيم اتفاقية تمويل مشروع إنجاز مطرح عمومي مراقب بالناظور دائما ولكنه يشمل عددا من الجماعات المحلية بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 78 مليون درهم. كما قدمت التفاصيل الخاصة بمشروع إحداث محطة طرقية جديدة بالناضور التي ستتطلب استثمارا قدره 40 مليون درهم، على أن ينطلق العمل بها خلال صيف 2011. على المستوى السياحي، انطلقت المرحلة الأولى لبرنامج التنمية السياحية بإقليم الناظور، والذي يتضمن تهيئة مدينة أتالايون ومارشيكا مع إنجاز ميناء ترفيهي. وتبلغ الاستثمارات بهذين المشروعين سبعة ملايير درهم، ويتضمن المشروع تهيئة وتأهيل سبعة مواقع سياحية تمتد على مساحة ألفي هكتار، وفي المجال نفسه تميز الشهر الماضي بتشغيل المحطة السياحية الأولى في رؤية 2010 للتنمية السياحية، وهي محطة السعيدية التي تطلبت استثمارات بقيمة 12 مليار درهم. من جانب آخر، شهدت مدينة الناظور انطلاقة أشغال إنجاز مركز للتكوين في مهن الصناعة التقليدية، سيتم إحداثه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يبلغ 17 مليون درهم. وفي بداية الأسبوع دشن مركز لتصفية الدم بمستشفى الحسني بالناظور لفائدة المرضى المصابين بالقصور الكلوي بالإقليم، وقد تم بناؤه بغلاف مالي بلغ 5 ملايين و100 ألف درهم. ويوم الجمعة الماضية وقعت مراسيم اتفاقيات التأهيل الحضري لمدن زايو والدريوش وميضار وبن الطيب وفرخانة، بكلفة مالية إجمالية تقدر 850 مليون درهم. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تهيئة الساحات العمومية، والمناطق الخضراء، وفتح وبناء الطرق المهيكلة بها، وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، وتقوية شبكة الإنارة العمومية. وعلى مستوى البنيات التحتية دائما، أمر الملك الحكومة بإنشاء مجمع مينائي كبير على مقربة من الناظور، أطلق عليه اسم «الناظور غرب المتوسط»، ورغم عدم الكشف عن أي تركيبة مالية للمشروع الذي لم تتضح بعد معالمه وتفاصيله، فإنه سيستقطب استثمارات عمومية وخاصة ضخمة، لكون المراد منه هو إنشاء قاعدة مينائية في المياه العميقة وقطب طاقي (الإنتاج، التعبئة والتخزين...)، أرضية لنشاط مناولة الحاويات، والاستيراد والتصدير. وفي سياق فك العزلة عن الجهة الشرقية ذات التضاريس الوعرة في جانب منها، انطلق مع بداية الشهر الجاري العمل بالخط السككي الرابط بين الناظور وتاوريرت، والذي تطلب استثمارا ناهز مليارين و800 مليون درهم. ومن شأنه أن يغني العرض اللوجيستيكي للمنطقة في مجال نقل المسافرين والبضائع. كما أعطيت الانطلاقة خلال الأسبوعين الماضيين للكثير من المشاريع الصحية والاجتماعية والسكنية بالسعيدية ووجدة وجماعة إسلي القريبة من وجدة.