تم إنجاز سلسلة من المشاريع المندمجة وأخرى في طور الإنجاز في إطار مخطط عمل بيئي يتوخى حماية البيئة بمختلف مكوناتها ووضع قواعد تنمية مستدامة ومتوازنة بجهة وادي الذهب الكويرة. وحسب وثيقة حول " الوضعية البيئية" بجهة وادي الذهب الكويرة،نشرت بمناسبة انعقاد المشاورات الجهوية حول مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة بمدينة الداخلة،فإن هذه المشاريع المرتبطة بمجموعة من المحاور والأنشطة ،تهم على وجه الخصوص،التطهير السائل والتدبير الإيكولوجي للنفايات الصلبة والحفاظ على الموروث الطبيعي والتدبير المعقلن للصيد البحري وقطاع تربية الأسماك ومكافحة الفيضانات والمحافظة على مصادر المياه. وتتعلق هذه المشاريع،التي برمجت في إطار تنفيذ الاتفاقية الإطار للشراكة الموقعة في شهر أبريل الماضي،أيضا بالوقاية من الأخطار البيئية على الصحة وإدماج البعد البيئي في مشاريع التنمية الحضرية والسكن والتدبير البيئي للبنيات التحتية واعتماد فلاحة مستديمة. ويتوخى مخطط العمل البيئي الجهوي،الذي يعد ثمرة تشاور بين مجموع الفاعلين المحليين،بدعم من كتابة الدولة المكلفة بالماء ووكالة الحوض المائي للعيون بوجدور الساقية الحمراء وجميع القطاعات المعنية،كذلك وضع مجموعة من المقترحات للمراقبة والوقاية واليقظة البيئية،من خلال إنشاء مرصد جهوي للبيئة والتنمية المستدامة ومرصد جهوي للصحة،بالإضافة إلى مبادرات وبرامج للتحسيس والتربية على احترام البيئة. ومن بين التدابير المتخذة في إطار مخطط العمل المذكور في مجال التطهير السائل وتدبير النفايات،يوجد بالخصوص بناء محطة لمعالجة المياه المنزلية العادمة بمدينة الداخلة،بمستوى تصفية عالي بغية إعادة استعمال المياه المعالجة وإنجاز مشاريع للتطهير القروي والتخلص من مطرح النفايات الحالي لمدينة الداخلة مع نقل نفايات المطرح القديم إلى موقع مؤقت مراقب خارج خليج الداخلة. ويتعلق الأمر كذلك بإحداث مطرح مراقب خارج خليج الداخلة ومشروع القضاء على نحو مائة نقطة سوداء بمحيط المدينة والتي يناهز حجمها 600 ألف و500 متر مكعب،إضافة إلى حملات لمحاربة الأكياس البلاستيكية الملوثة للبيئة واقتناء وسائل نقل ومراقبة النفايات المنزلية والصناعية. وبخصوص البرامج والمشاريع الرئيسية التي توجد قيد الانجاز على صعيد الجهة للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي،فيتعلق الأمر على الخصوص بأعمال صيانة وإعادة تأهيل التنوع البيولوجي الصحراوي عبر إحداث المناطق المحمية والمواقع ذات أهمية بيولوجية وايكولوجية لحماية الفقمات البحرية في منطقة الكويرة ،وإعادة تأهيل الكائنات البحرية في منطقة بئر كندوز وذلك في اطار مشروع محطة تأقلم الوحيش الصحراوي،بالإضافة إلى برنامج مكافحة زحف الرمال القريبة من التجمعات السكنية والبنيات التحتية وخلق فضاءات ترفيهية وأحزمة خضراء في المناطق الواقعة خارج المدار الحضري. ومن أجل إرساء تدبير عقلاني لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية ،فقد تم وضع سياسة جديدة تتعلق بتدبير و استغلال و حماية الثروات السمكية وذلك لدعم مخططات محددة سلفا تتعلق بتهيئة وتطوير مصايد الأسماك بهدف استغلال طويل الأمد للثروات السمكية والحفاظ على تنوعها البيولوجي في المنطقة. وتهم هذه المخططات على الخصوص مراقبة جودة الوسط والمنتوجات السمكية في المنطقة الساحلية وخليج الداخلة من طرف المعهد الوطني للأبحاث السمكية،تهيئة تربية الأحياء المائية في الخليج ،واعادة تسجيل الاسطول التقليدي وتأهيل وتحديث الأسطول الساحلي التقليدي الصغير وتأهيل أسطول الصيد بالصنانير ومصايد الاخطبوط (نظام الحصص) ،وتغيير وحدات التجميد الى اساطيل صغيرة للصيد بالشبكات من عيار 29 على 77. وبخصوص الجانب المتعلق بالتنمية الفلاحية،يشير التقرير أيضا الى سلسلة من الإجراءات ذات الصلة باستعمال نظام الري المحوري ،انطلاقا من الفرشات الميائية واعداد خرائط للموارد الرعوية لتقييم ،بشكل دقيق ،الطلب التأهيلي للجهة والشحن الحيواني وتثمين المنتجات المحلية والنباتات العطرية والأعشاب الطبية. ويقدم التقرير من جهة أخرى جردا للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة،مشيرا في هذا الصدد الى النمو الديموغرافي المرتفع الذي يشهده خليج الداخلة،وتوسع أنشطة الصيد البحري والسياحة وتطوير البنيات التحتية والتعمير والصناعة ،بالإضافة إلى زيادة إنتاج من النفايات الصلبة والسائلة. وأبرز التقرير في هذا الصدد سلسلة من الاجراءات المزمع اتخاذها في المستقبل على صعيد الجهة بهدف تطوير النظام البيئي طبيعي وتعزيز المشاريع والبرامج المندمجة التي تم تحديدها في اطار مخطط العمل البيئي في منطقة واد الذهب لكويرة ،بهدف ضمان تنمية جهوية مستدامة ومتوازنة.