التأم ممثلو قطاعات حكومية ومؤسسات التعليم والبحث، ومسؤولون عن المكاتب الإدارية الجهوية للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ومنظمات غير حكومية وباحثون وخبراء ، اليوم الخميس بالرباط ، في إطار حلقة تفكير موضوعاتية لبحث محور التاريخ ضمن برنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال الأرشيف والتاريخ والذاكرة. وتهدف هذه الحلقة التي ينظمها المجلس على مدى يوم واحد، حول موضوع "التاريخ"، إلى بلورة رؤية مشتركة في ما يتعلق بتفعيل محور التاريخ ضمن برنامج مواكبة توصيات الهيئة الإنصاف والمصالحة في المجالات الثلاثة المذكورة، والتحضير لإعداد مخطط عمل 2011-2014 من خلال تقاسم أهداف هذا البرنامج. ويروم هذا البرنامج الممول من طرف الاتحاد الأوروبي في إطار الآلية الأوربية للجوار والشراكة بغلاف مالي قدره ثمانية ملايين أورو والممتد على مدى أربع سنوات (2010-2014)، بالأساس، تعزيز مسار إرساء الديمقراطية وإعمال حقوق الإنسان وتيسير تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال حفظ الأرشيف والبحث التاريخي ونشر وتعميم المعارف حول التاريخ الراهن للمغرب وحفظ الذاكرة. ووقف المتدخلون خلال هذا اللقاء على أهمية اعتماد الرواية الشفوية والذاكرة والفنون الشعبية في كتابة تاريخ المغرب خاصة خلال النصف الثاني من القرن الماضي. وفي هذا الإطار، أكد عضو اللجنة العلمية لبرنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في مجال الأرشيف والتاريخ والذاكرة السيد محمد كنبيب، أن الاعتماد على الرواية الشفوية وعلى الذاكرة في كتابة تاريخ المغرب خلال الفترة الممتدة من 1956 إلى 1999 يشكل رهانا هاما بالنسبة للمؤرخ. وأضاف السيد كنبيب أن المؤرخ تعود ، في الكتابة التاريخية ، على الانطلاق من الأرشيف الرسمي المكتوب، مشددا على ضرورة إدماج مصادر ومراجع أخرى من ضمنها إصدارات المنظمات والجمعيات غير الحكومية سواء المغربية أو الدولية. وحسب المتدخل، فإن تنفيذ برنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة يحتم على اللجنة العلمية المكلفة بهذا البرنامج توظيف الندوات والموائد المستديرة التي بادرت بها هذه الهيئة والتي تمحورت أشغالها حول العنف السياسي ومفهوم الحقيقة والثقافة والأرشيف، واعتماد الدراسات والتقارير العامة المنجزة في إطار التقرير الذي أعدته اللجنة العلمية بمناسبة الذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب. من جانبها، أوضحت السيدة خديجة عسري المكلفة بمحور التاريخ في برنامج مواكبة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة أن إطلاق هذا البرنامج أملته عدة عوامل من بينها الرغبة في تفعيل إحداث مؤسسة "أرشيف المغرب"، وتشجيع البحث العلمي في مجال تاريخ المغرب المستقل. كما تمليه - تقول السيدة عسري ، الحاجة لحفظ ذاكرة المرحلة التي شملها عمل هيئة الإنصاف والمصالحة (1956-1999). وطرحت خلال هذه الحلقة الموضوعاتية مقترحات بشأن كتابة التاريخ ومناقشتها، كدعامات إجرائية تمكن من الإعداد لبرنامج عمل كفيل بتشجيع البحث العلمي في مجال تاريخ المغرب الراهن ونشره، والتعريف به. وسيختتم هذا اللقاء بتقديم خلاصات تركيبية لأشغاله وتشكيل لجنة الصياغة لخطة عمل محور "التاريخ".