أكد السيد أحمد اخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، اليوم الأربعاء بطرابلس، أن تفعيل القرارات والتوجهات التي سيتمخض عنها اجتماع اللجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية "هو بالتأكيد المدخل الرئيس للتوجه نحو المستقبل، ولتحقيق المصالح المشتركة لدول الأقطار المغاربية الخمس". وقال السيد أحمد اخشيشن، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة ال` 12 للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية المنعقدة بالعاصمة الليبية، إن "ذلك يطرح علينا جميعا، المزيد من التنسيق والتشاور حول برامج عملنا المغاربي، على نحو يزاوج بين الغايات المشتركة والخصوصيات المحلية، ويساهم في تنشيط هياكل الاتحاد وأجهزته وتبويئه المكانة اللائقة به ضمن التكتلات والتجمعات الإقليمية والدولية". وأضاف الوزير أنه "لاشك في أن التقارير والمشاريع المعروضة على أنظارنا تستحق منا تعاطيا إيجابيا في اعتماد خلاصاتها وإقرار توجهاتها، غير أننا سنكون مدعوين إلى الإسراع بالمصادقة على مختلف الاتفاقيات ووضع كل ما تتطلبه من تدابير لضمان تطبيق مقتضياتها بكيفية ناجعة". وبعدما أشار إلى التغييرات العميقة والمتلاحقة لعالم اليوم، دعا إلى تعميق الحوار والتشاور المغاربي حول مختلف السبل الكفيلة بتوطيد المكاسب، وحول أنجع الآليات لتسريع تنفيذ المقررات، مع العمل على تشخيص الصعوبات والمشاكل التي تعترض المسيرة المغاربية. وجدد السيد اخشيشن، من جهة أخرى، حرص الحكومة المغربية الشديد على مواصلة العمل مع الحكومات المغاربية الأخرى، ومع الأمانة العامة للاتحاد، من أجل تفعيل هياكل الاتحاد وتثبيت مؤسساته على دعائم قوية، "وذلك بما يضمن وفاءنا لقيمنا وقواسمنا المشتركة ويرسخ احترامنا لتعهدات دولنا الخمس، في قيام تجمع إقليمي يسهم في مناصرة قضايانا العربية المصيرية ويثبت الأمن والاستقرار والتعاون مع عمقنا الإفريقي". وأعرب الوزير في الختام عن ثقته في الإمكانات الهائلة التي يتوفر عليها اتحاد المغرب العربي، للإسهام في تحقيق أهدافه وتجسيد الآمال المشروعة للأجيال المغاربية الصاعدة في توطيد هذا الصرح المؤسسي الاستراتيجي، مؤكدا أن ذلك "يبقى رهينا بتقاسم رؤية مستقبلية واضحة ومنسجمة .. رؤية كفيلة بتجاوز كل المعيقات الظرفية، من أجل التوجه نحو الاستثمار الأمثل لما تزخر به منطقتنا من مؤهلات واعدة وهائلة". كما تدخل خلال الجلسة الافتتاحية للدورة السادة البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي، وبوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية الجزائري ومحمد لامين ولد خطري سفير موريتانيا المعتمد لدى ليبيا، حيث استعرضوا مواقف بلدانهم من القضايا المطروحة ضمن جدول أعمال هذه الدورة. وأجمعوا على إبراز أهمية حصيلة أنشطة هذه اللجنة بالنسبة لتطوير العمل المغاربي المشترك وبما يسهم في توطيد بناء الصرح المغاربي، مؤكدين على أهمية تنفيذ القرارات التي توصلت اليها اللجنة وترجمتها على أرض الواقع. كما ألقى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بن يحيى كلمة استعرض فيها حصيلة أنشطة هذه اللجنة في قطاعات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشباب والرياضة والثقافة والصحة والتكوين والتشغيل والشؤون الاجتماعية والجالية المغاربية في الخارج والشؤون القضائية والقانونية. وعلى إثر ذلك، عقد المشاركون جلسة عمل مغلقة لتدارس النقاط الواردة في جدول العمل والتي تركزت حول خمسة محاور رئيسية، تتمثل في استعراض حصيلة نشاط اللجنة، ونتائج أعمال المجالس الوزارية القطاعية المنبثقة عن اللجنة، ووضعية المؤسسات الاتحادية (الجامعة المغاربية والأكاديمية المغاربية للعلوم)، واعتماد مشاريع اتفاقيات جديدة (مشروع النظام الأساسي للمعاهد القضائية العليا، مشروع الاتفاقية المغاربية لتعليم اللغة العربية والحضارة الإسلامية لأبناء الجالية المغاربية)، ثم أخيرا جدولة الاجتماعات المقبلة للمجالس الوزارية. يذكر أن الوفد المغربي المشارك في اجتماعات اللجنة برئاسة السيد أحمد اخشيشن، ضم كلا من سفير المملكة في الجماهيرية الليبية مولاي المهدي العلوي، وممثلين عن القطاعات المعنية، فضلا عن بعض المستشارين في السفارة المغربية بطرابلس.