أكد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أن مشاركة المغرب في الدورة الثالثة للمهرجان العالمي للفنون الزنجية التي افتتحت مساء أمس الجمعة أن ثلة من الفنانين المشاركين في هذه التظاهرة الإفريقية الكبيرة سيبدعون في إبراز غنى وأصالة الفن المغربي. وأكد الوزير الذي شارك في حفل افتتاح المهرجان الذي تميز بتنظيم منتدى حول "مساهمة الشعوب الزنجية في العلوم والتكنولوجيا" وبحفل افتتاح كبير بملعب ليوبلد سيدار سنغور أن الفنانين المغاربة المشاركين في هذا التظاهرة الكبيرة التي تجمع الجالية الإفريقية من كافة أرجاء العالم سوف يعملون على إبراز الأوجه المختلفة لثقافة وتراث المملكة وتسليط الضوء على جذورها الإفريقية. وسيظهر المبدع المغربي من خلال الموسيقى والفنون التشكيلية وفن الخط والثقافة الحضرية (الرقص الحضري) ومعارض الصناعات التقليدية والخياطة التقليدية مدى إبداعيته في هذا الموعد العالمي للفنون الزنجية. وأوضح السيد حميش،أنه حسب المؤرخين الموضوعيين فإن تأثير الثقافة الإفريقية حاضر بقوة بمختلف الحضارات الأكثر قدما مثل الفرعونية وإلى غاية هذه الحقبة، مستشهدا بالموسيقى ذات الجذور الإفريقية مثل الجاز والبلوز والتانغو وموسيقى كناوة بالنسبة للمغرب. وشكلت الدورة الثالثة للمهرجان العالمي للفنون الزنجية التي تنظم تحت شعار "النهضة الإفريقية" مناسبة للرئيس السينغالي عبدو اللاي واد للدفاع عن تأسيس "الولاياتالمتحدة الإفريقية" ، مؤكدا أن تحقيق مستقبل مشرق للقارة السمراء لن يتحقق سوى بالاتحاد عن طريق خلق فضاءات سوسيو-اقتصادية مزدهرة تبنى فيها الثقافة باعتبارها مكون ناقل ومرسل لقيم الأخوة والسلام و التضامن. وتميز حفل الافتتاح الذي جرى بحضور عدد من رؤساء الدول والوفود الرسمية للعديد من البلدان برقصة نفذها أزيد من 600 راقص محترف و 400 ممثل. وتناوب عدد من المغنيين الأفارقة على خشبة الملعب لكي يغنوا لمجد القارة الإفريقية ولآمال قارة متحررة متعاضدة ، تعمل من أجل الازدهار والتنمية. وفي سنة 1966، شكلت الدورة الأولى للمهرجان العالمي للفنون الزنجية ، التي نظمت بمبادرة من مجلة "بريزونس أفريكان" والجمعية الإفريقية للثقافة لليوبولد سيدار سنغور، حدثا غير مسبوق في التاريخ الثقافي للقارة الإفريقية. وقد عرفت الدورة الأولى للمهرجان التي نظمت بدكار ما بين فاتح و 24 أبريل نجاحا باهرا وكانت تروم الاحتفاء بالاستقلال الذي حققته البلدان الإفريقية آنذاك، مشاركة رموز أدبية وفنية خلال ذاك العهد من قبيل أندري مالو، وإيمي سيزار، وجين برايس مارس، ودوك الينتون، وجوزيفين باكر، ولنغستون هيوغس وآخرين . كما عرفت تلك الدورة حضور كافة الفنون بما فيها الموسيقى والفنون التشكيلية والأدب والرقص والسينما، انضاف إليها الفولكلور الإفريقي بمختلف تلاوينه. سنوات بعد ذلك، ستنظم الدورة الثانية للمهرجان الذي تجاوز النطاق الوطني ليشمل مجموع القارة الإفريقية بلاغوس (نيجيريا) سنة 1977. وأعدت لجنة التنظيم برنامجا غنيا ومتنوعا لهذه النسخة الثالثة من المهرجان التي تروم تقديم إشعاع فني وثقافي والاحتفاء بمرور خمسين سنة على استقلال العديد من الدول الإفريقية. وهكذا، سيشتمل المهرجان على جملة من الفعاليات التي تندرج في إطار الفنون المرتبطة بالعمارة التقليدية، والحرف والصناعات اليدوية، والفنون التقليدية، والفنون البصرية، والسينما، والرقص، والتصميم، والأدب، والأزياء، والموسيقى والغناء، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والمسرح. وإلى جانب ذلك، ستنعقد على هامش المهرجان منتديات وجلسات حوار ثقافي وفكري تتمحور حول إسهام العالم الزنجي في بناء الحضارة العالمية، وتتوزع على عدد من المواضيع تهم، على الخصوص، "إسهام الشعوب الزنجية في مجالي العلوم والتكنولوجيا" و"مواطن الشتات الإفريقي جغرافيا، وسكانيا، وتاريخيا، وسياسيا" و"مشاركة الشعوب السوداء في الحروب التي أدت إلى إرساء دعائم العالم الحر" و"النهضة الإفريقية ومكانتها في إطار عملية إدارة شؤون العالم" و"ومناهضة الشعوب الزنجية للهيمنة والاستعباد". وسيعرف حفل الافتتاح تنظيم عرض راقص ضخم يشارك فيه 2500 راقص يرسمون "المغامرة الرائعة للشعوب الإفريقية".