(بقلم إدريس حيداس ) تطمح السنغال بتنظيمها الدورة الثالثة للمهرجان العالمي للفنون الزنجية المتوقعة بدكار ما بين 10 و31 دجنبر المقبل، إلى الأفضل من خلال حفل الافتتاح الضخم الذي ستقدم فيه رقصات يشارك فيها 2500 راقص تحكي "مغامرة الشعوب الأفريقية الرائعة". وكشف المنظمون المكون من طاقم دولي يتولى تنظيم التظاهرات الفنية والموسيقية الكبرى، خلال مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة دكار، عن أهم معالم حفل افتتاح هذا المهرجان الذي يعتبر من بين أرقى الأحداث الفنية والثقافية في القارة السمراء. ووفقا للمسؤولين عن مشروع حفل افتتاح هذا المهرجان، فإن الأمر يتعلق برواية تاريخ الشعوب الأفريقية، وذلك من خلال عمل جبار يعتمد أحدث التقنيات البصرية ومنها العرض بتقنية ثلاثية الأبعاد. وفي هذا الصدد، قال أرنود دو لافيلبرون المسؤول عن مشروع "حفل الافتتاح"، الذي يشتغل عليه مجموعة من التقنيين والمهنيين الدوليين، إنه تم "الانتهاء من سيناريو العرض، وتحديد دفتر التحملات والإمكانات التقنية التي سنحتاجها". ووفقا لمنظمي هذا الحدث، فإنه تم بالفعل تجنيد راقصين محترفين من ساحل العاج وغينيا والسنغال لهذا العرض الكبير، مشيرين إلى أنه سيتم أيضا انتقاء واختبار مئات من الكومبراسات والراقصين المحليين لاستكمال الجزء الأكبر من الكوريغرافيا التي ستجرى بملعب ليوبولد سيدار سنغور، أول رئيس للسنغال، الذي أطلق أول دورة من هذه التظاهرة عشية استقلال بلاد "تيرانغا" (الضيافة بلغة الولوف). وقد شكل المهرجان العالمي للفنون الزنجية سنة 1966، ونظم حينها بمبادرة من مجلة "الحضور الأفريقي" وجمعية "الثقافة الأفريقية ليوبولد سيدار سنغور" الحدث الأبرز في التاريخ الثقافي للقارة الإفريقية. وحسب الرئيس والشاعر، فإن الأمر يتعلق ب"تحقيق تفاهم دولي وعرقي أفضل، وتأكيد مساهمة الفنانين والكتاب السود في التيارات الفكرية العالمية الكبرى وتمكين هؤلاء من مختلف المشارب من مواجهة نتائج أبحاثهم". وحققت الدورة الأولى من هذا المهرجان، التي نظمت بدكار في الفترة ما بين فاتح و24 أبريل، نجاحا باهرا. وشهدت هذه التظاهرة، التي رامت، أيضا، الاحتفال باستقلال عدد من البلدان الإفريقية، مشاركة مشاهير الأدب والفنون في تلك الفترة، ومنهم أندريه مالرو، وايميه سيزير، وجان بريس مارس، ودوك إلينغتون، وجوزفين باكر، ولانغستون هيوز وغيرهم. وقد تم الاحتفاء بجميع الفنون، سواء تعلق الأمر بالفن التشكيلي ، الأدب ، الموسيقى ، الرقص أو السينما، والتي تنهل من الفلكلور الإفريقي بمختلف ألوانه. وقد أحدث متحف خاص بهذه المناسبة. وتجاوزت الدورة الثانية للمهرجان الإطار الوطني لتصبح تظاهرة كبرى تمثل كافة القارة الإفريقية، وتم تنظيمها بلاغوس (نيجيريا) في 1977. وقد تم تأجيل تنظيم الدورة الثالثة للمهرجان العالمي للفنون الزنجية عدة مرات، إذ كان من المتوقع تنظيمها من فاتح إلى 14 دجنبر 2009 ، ثم خلال عيد الاستقلال بالسينغال في 2010 غير أنه تقرر تنظيمها من 10 إلى 31 دجنبر بداكار وسان لوي (شمال السينغال). وقد وضعت اللجنة التنظيمية برنامجا غنيا ومتنوعا للدورة الثالثة للمهرجان الذي يتطلع إلى إضفاء طابع ثقافي وفني للاحتفال بخمسينية الاستقلال بعدد من الدول الإفريقية. ومن بين فقرات البرنامج تنظيم حفلات كبرى ستجمع أفضل العازفين والموسيقيين الأفارقة وتنظيم معارض تبرز الثقافات الحضرية الجديدة (الراب والآر أند بي وغرافيتي) وعروضا للرقص ومعرضا للكتاب، إضافة إلى العديد من التظاهرات السينمائية والمسرحية، مع تكريم للرواد. وسيجمع المهرجان مثقفين ينحدرون من مختلف الدول، للنقاش وتبادل الرؤى في إطار المنتدى الذي سينظم حول موضوع "النهضة الإفريقية وإسهام الشعوب الإفريقية في الحضارة العالمية". كما ستنظم ندوات حول "إسهام الشعوب السوداء في مجالي العلوم والتكنولوجيا" و"مواطن الشتات الإفريقي جغرافيا وسكانيا وتاريخيا وسياسيا" و"مناهضة الشعوب السوداء للهيمنة والاستعباد" ومحاور أخرى. وستكون المشاركة المغربية من بين المشاركات الأكثر تميزا خلال هذه التظاهرة حيث سيتم إبراز جوانب متنوعة من التراث والفنون والثقافة المغربية.