تافيلالت، اليوم الجمعة، لقاء علميا وتربويا بمناسبة الدورة الخامسة لتظاهرة "الشباب والعلم"، أكد فيه المشاركون على أهمية التنوع البيولوجي في خلق التوازن البيئي والحفاظ على الحياة في الأرض. وأكد مدير الأكاديمية الأستاذ محمد أضرضور، خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة الموقعة بين الأكاديمية وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، أن هذه التظاهرة تأتي أيضا في سياق تفعيل مقتضيات البرنامج الإستعجالي ودعم الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم وتحسين جودة البرامج التعليمية. وأضاف، في نفس السياق، أن الأكاديمية انخرطت بشكل كبير عبر أنشطتها المبرمجة في ترسيخ الاهتمام بالبيئة والارتقاء بالتربية البيئية، وذلك بتعاون مع مختلف الشركاء من المجتمع المدني، مشيرا إلى أن الدورة الخامسة لتظاهرة "الشباب والعلم" التي اختير لها موضوع التنوع البيولوجي تترجم مدى الاهتمام الذي يوليه المغرب لمجال البيئة. وتم خلال هذا اللقاء تقديم عرضين علميين الأول حول "الفضاء الغابوي .. أساس تنمية التنوع البيولوجي لمحاربة التصحر" للمهندس بالمديرية الجهوية للمياه والغابات أحمد قداف، والثاني حول "التنوع البيولوجي بالمغرب" للأستاذ الجامعي لحسن شيلاط. وأبرز العرض الأول ما يزخر به الفضاء الغابوي بالجهة ومميزاته والمنظومات البيئية للجهة التي تهم الأرز والبلوط الأخضر وبلوط الزان والعرعار والحلفاء والبحيرات (طبيعية وسدود) ومنظومة سهل سايس، إلى جانب تأكيده على أن الاختلال في التوازن البيئي ناتج عن عدة أسباب أهمها تقلص في التنوع البيئي بسبب الرعي الجائر والاستغلال العشوائي للغابة والتأثير الفلاحي والصناعي والتوسع العمراني وكذا زحف الرمال وانجراف التربية. أما العرض الثاني فقد أبرز مفهوم التنوع البيولوجي الذي ظهر حديثا في 1992 مع قمة الأرض بريو دي جانيرو، والذي يعنى تنوع جميع الكائنات الحية، والتفاعل فيما بينها، بدء بالكائنات الدقيقة التي لا تراها العين المجردة، وانتهاء بالأشجار الكبيرة والحيتان الضخمة، مشيرا إلى أن التنوع البيولوجي موجود في الصحارى والمحيطات والأنهار والبحيرات والغابات وفي كل مكان على الأرض. كما أكد العرض أن المغرب يحظى بتنوع بيولوجي مميز بفضل تاريخه المناخي وتنوع منظومته الإيكولوجية مما جعله يحتل المرتبة 34 عالميا من حيث أهمية هذا التنوع، حيث يوجد به، حسب دراسة وطنية، 24 ألف نوع بيولوجي حيواني وسبعة آلاف نوع نباتي.