أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري، اليوم الجمعة، أن المغرب يؤكد انطلاقا من الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أهمية قيام فضاء اقتصادي عربي يتأسس على تعزيز القدرات الجماعية لكسب الرهانات المشتركة وخدمة القضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأوضح السيد الفاسي الفهري، في معرض تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون برسم سنة 2011 أمام لجنة الخارجية والحدود والمناطق المحتلة والدفاع الوطني بمجلس المستشارين أن المغرب يعمل على المستوى الثنائي لتعزيز نهج التشاور والحوار، سواء على مستوى القمة أو اللقاءات الوزارية أو ضمن اجتماعات اللجان المختلطة وميكانزمات المتابعة والتنسيق والتشاور السياسي، لتطوير علاقات التعاون مع الدول العربية الشقيقة وإقامة شراكات تسهم في تنمية المبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية وجلب الموارد الاستثمارية للمساهمة في تمويل المشاريع الإنتاجية والسياحية والطاقية والبنيات التحتية بالمملكة. وبخصوص القضية الفلسطينية، شدد السيد الفاسي الفهري، أن المغرب ومن منطلق مواقفه المعهودة وكعضو فاعل في لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، لم يدخر جهدا لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني الشقيق كقضية تهم جميع المغاربة لا يمكن أن تكون موضع أية مزايدة. وأمام المأزق التفاوضي الحالي، فإن المغرب يعرب عن خيبة أمله لتمادي الحكومة الإسرائيلية في تعطيل العملية السلمية سواء عن طريق التمادي في الممارسات الاستيطانية التوسعية أو طرح مشاريع تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية وخاصة ما يتعلق بمقترح جعل القدس "عاصمة للشعب اليهودي"، وإلزامية إجراء استفتاء حول أي انسحاب من مناطق تقع تحت ما يسمى بالسيادة الإسرائيلية. وأكد في هذا الصدد موقف المغرب الثابت بأن لا بديل عن إنهاء الصراع الفلسطيني ` الإسرائيلي إلا بمعالجة جوهر هذا الصراع المتمثل في تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية كاملة في قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدسالشرقية. وذكر السيد الفاسي الفهري بجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس لحماية الوضع القانوني الخاص للقدس الشرقية والمحافظة على أماكنها المقدسة وخاصة المسجد الأقصى المبارك، وتثبيت الحقوق الدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للساكنة المقدسية باتصال دائم مع القوى الدولية الفاعلة والمنظمات الدولية المعنية وخاصة الأممالمتحدة و"اليونسكو". أما في نطاق الفضاء الإسلامي، يقول الوزير، فإن المغرب يبذل كبلد مؤسس ومؤثر داخل منظمة المؤتمر الإسلامي قصارى جهوده لخدمة القضايا الحيوية للعالم الإسلامي انطلاقا من قرارات القمم الإسلامية وبرنامج العمل العشري الصادر عن القمة الاستثنائية بمكة المكرمة لسنة 2005 بشأن إشاعة قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ومحاربة سلوكيات التطرف منخرطا على أكثر من واجهة في تشجيع الحوار بين الأديان والحضارات. وفي المجال الاقتصادي والتجاري، أبرز السيد الفاسي الفهري أن المغرب يعمل على تنفيذ خطة العمل الخاصة بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري لاستغلال أفضل فرص التعاون بين دول المجموعة الإسلامية، وخاصة ما يتعلق بمشروع إقامة منطقة للتجارة الحرة والدفع بتنشيط التجارة البينية، فضلا عن مساهمته الفعلية في بلورة الأهداف الإنمائية للألفية مع الدول الأقل نموا وخاصة منها في القارة الإفريقية.