أكد مدرب المنتخب الجزائري لكرة القدم عبد الحق بنشيخة أن المباراة التي ستجمع بين المنتخبين الجزائري والمغربي (25-27 مارس المقبل) بالجزائر برسم الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 "ستكون أخوية وستمر في جو رياضي متميز". وقال بنشخية، في حديث لجريدة "المساء الرياضي" ستنشره في عدد الخميس المقبل، إنه مافتىء يسدي النصح للاعبيه بتوخي الحذر في تصريحاتهم للإعلام" حتى تبقى المباراة في إطارها الرياضي الذي يحافظ للأشقاء المغاربة والجزائريين على مودتهم لبعضهم البعض" داعيا إياهم في ذات الوقت إلى ضروة أن "ينصب تفكيرنا فقط على النهج التكتيكي والتقني للمواجهة المقبلة". ولم يخف عبد الحق بنشيخة، المدرب السابق للمنتخب الجزائري للاعبين المحليين، كون هذه المباراة "تكتسي قيمة كبيرة" بالنسبة إلى فريقه وقال"إن المنتخب المغربي يحظى بالأفضلية (من حيث عدد النقط ويحتل الصدارة مؤقتا)، ما يعني بأن الجزائريين يعتبرون المباراة المقبلة مصيرية ستحدد بشكل كبير طبيعة المنتخب المتأهل داخل المجموعة". وأضاف أن رهان المنتخب الجزائري "لن ينصب سوى على هذا المعطى لكسب نقط الانتصار، ما دام من الناحية النظرية أن كلا المنتخبين ما زال يمتلك الحظوظ نفسها للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة ولا شيء حسم بعد. لقد ولدت لدينا الخسارة ضد منتخب إفريقيا الوسطى إحباطا حقيقيا، وسنحاول الفوز خلال المباراة المقبلة لتعزيز حظوظنا في التأهل، لكن بطبيعة الحال بروح رياضية صرفة". وشدد بنشيخة على أنه يكن الكثير من التقدير لمنتخب "أسود الأطلس" ويثمن تقنيات لاعبيه الهائلة التي بوأتهم مواقع مهمة في كبريات وأعتد الأندية الأوروبية. واعتبر أن المنتخب المغربي "يسير بثبات في نسق تصاعدي"، مضيفا أنه لمس من خلال تتبعه لمباراتي المنتخب المغربي الرسمية ضد منتخب تانزانيا في دار السلام (1-0) والودية في بلفاست ضد منتخب إيرليندا الشمالية (1-1) أن عناصر المنتخب المغربي "تمتلك فرديات فنية عالية المستوى بإمكانها خلق الفارق، ما يجعلنا نضع هذا المعطى في الحسبان خلال المباراة المقبلة". وبخصوص تراجع مستوى المنتخب الجزائري سجل بنشيخة أن مسار فريق "الخضر" عرف العديد من التحولات المتناقضة، فمن إبهار خلال تصفيات كأس إفريقيا الأخيرة، إلى تراجع لافت للمستوى خلال مونديال جنوب إفريقيا. وأشار في هذا السياق إلى أن العديد من المنتخبات عاشت وضعية صعبة جدا خلال الفترة التي تلت كأس العالم الأخيرة ومنها المنتخب الجزائري خصوصا حينما تعرض 12 لاعبا في صفوفه للإصابة، علاوة على كونه لم يجر سوى لقاء إعداديا واحدا في شهر غشت و "من ثمة خضنا المباراة الرسمية الأولى خلال شهر شتنبر ضد منتخب تانزانيا (1-1 في الجزائر) لكن بدون تحضير أو إعداد بدني وتقني كاف". وعبر عبد الحق بنشيخة، الذي كان قد قاد النادي الإفريقي التونسي إلى الفوز بلقب البطولة عام 2008 وكأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة،عن اعتقاده بأن زمن ما سمي بالمنتخبات الضعيفة قد ولى وقال "يقيني بأن خريطة كرة القدم بإفريقيا قد شابها تغيير جذري". في المقابل لاحظ بنشيخة أن منتخبات شمال إفريقيا (المغرب وتونس والجزائر) "ما زالت للأسف الشديد تعيش على نوستالجيا التاريخ، بعكس بقية المنتخبات الإفريقية الأخرى التي كانت إلى وقت قريب جدا تظهر بمستويات ضعيفة ما يعني بأننا مطالبون بالعمل أكثر والاجتهاد ولا شيء غيره، ما دام أن الميدان يبقى دوما هو الفيصل الحقيقي".